راس الخيمة : اثنى “الشيخ الأخضر”، الدكتور عبد العزيز بن علي بن راشد النعيمي المستشار البيئي لحكومة عجمان على تميز مقهى منّور الشعبي التراثي براس الخيمة الذي يعود تاريخه الى اربعينيات القرن الماضي وأسسه الشيخ سالم نجل حاكم راس الخيمة الشيخ سلطان بن سالم القاسمي ” 1917-1948″ رحمهما الله باسم مقهى ” أم شرباك ” ثم تغير الاسم في مطلع السبعينات الى ” مقهى الساحل ” وأخيرا ” مقهى منّور” حيت تولى ادارته الشقيقين أحمد ومحمد عبدالرحيم كندر رحمهما الله ومؤكدا أن المقاهي التراثية بيئات تلاحم اجتماعي أضحت عودتها ضرورة وطنية.
وقال سموه : تعتبر المقاهي التراثية في دولة الإمارات عنصراً حيوياً في تعزيز التلاحم الاجتماعي وتنمية الوعي الثقافي وتعزيز الهوية والوطنية وسد الفجوات بين الشباب وكبار المواطنين، حيث توفر هذه المقاهي مساحة للتفاعل والحوار بين أفراد المجتمع من مختلف الأعمار والثقافات، ومن خلال تفعيل هذه المقاهي، الحفاظ على التراث الثقافي للدولة وغيرها الكثير من الحوارات الأدبية والشعرية.
واشار الى انه تلعب المقاهي التراثية دوراً كبيراً في تعزيز الانتماء الوطني، فهي تعمل كنقاط لقاء تجمع السكان المحليين من المواطنين والزوار وحتى السواح الأجانب، مما يتيح لهم فرصة لاستكشاف العادات والتقاليد الإماراتية، والجلوس في مقهى تراثي يعني الاستمتاع بالقهوة العربية والتمور والأطعمة الشعبية والتقليدية في بيئة تعكس فن البساطة والعمارة والديكورات الإماراتية القديمة، مما يعطي الزوار فهماً أعمق للثقافة الإماراتية.
واكد الشيخ الأخضر انه تُعد المقاهي التراثية مراكز لنقل المعرفة والتاريخ الشفوي والتعلم المستمر عن طريق الروايات والقصص والشعر التي يتبادلها الرواد، مما يساهم في حفظ الذاكرة الثقافية ونقلها من جيل إلى جيل، ويمكن للأجيال الجديدة أن تتعلم عن تاريخ وتقاليد دولتهم والسنع من خلال القصص التي يسمعونها في هذه المقاهي، مما يساهم في تعزيز الفخر الوطني والاعتزاز بالهوية الثقافية الإماراتية.
ودعا الى تفعيل المقاهي التراثية يعزز التواصل الاجتماعي بين الأفراد، فالمقاهي تعد بمثابة منتديات حيث يمكن للأفراد مناقشة موضوعات متعددة تتراوح بين السياسة والاقتصاد والثقافة والتجارة، مما يعزز التفاهم والتسامح بين مختلف شرائح المجتمع، وهذا النوع من التفاعل يعزز السلام الاجتماعي ويساعد على تقوية النسيج الاجتماعي الإماراتي.
بالإضافة إلى ذلك، اكد الشيخ الأخضر ان تفعيل هذه المقاهي يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي، فالسياح الذين يأتون لاستكشاف الثقافة الإماراتية ينفقون في هذه المقاهي و يشترون بعضا من المنتجات المحلية والحرف اليدوية، مما يدعم الأعمال المحلية ويخلق فرص عمل للسكان من المواطنين.
واضاف : يمكن للمقاهي التراثية أن تكون بمثابة نماذج للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على الثقافة المحلية، وهذا يشجع ريادة الأعمال بين الشباب والبنات والأمهات الذين يرغبون في الحفاظ على تراثهم مع تقديمه بطرق مبتكرة وجذابة للعصر الحديث، واستثمارات الدولة والقطاع الخاص في هذه المقاهي يمكن أن تسهم في تحقيق استدامة هذه المشاريع وتعزيز جاذبيتها للجمهور.
وتابع : ومن خلال هذه الأدوار المتعددة، تعمل المقاهي التراثية في دولة الإمارات على تعزيز التلاحم الاجتماعي وتنمية الهوية الثقافية، الذي يسهم في بناء مجتمع متماسك ومزدهر يقدر تراثه ويحتفي به.
جاء ذلك خلال لقاء عقد بالمقهى بحضور الشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية براس الخيمة وسعادة محمد أحمد الكيت المستشار بالديوان الأميري برأس الخيمة وسعادة سلطان علي أبوليلة والمفكر محمد راشد الشحي مؤسس منتدى مجان والاعلامي عبدالرحمن نقي البستكي عضو جمعية التراث العمراني وعبدالرحمن محمد النقبي مدير ادارة الجوائز الأدبية بمركز اللغة العربية بابوظبي والكاتب انور حمدان الزعابي ،والكاتب عبدالله محمد الشحي وعدد من الأعيان والمسؤولين والمثقفين والإعلاميين .
وقال مالك المقهى عبدالله محمد عبدالرحيم كندر : يمثل المقهى بشكله القديم وفي مقره على ضفاف خور راس الخيمة في نهاية كورنيش القواسم مجلس سمر وتبادل معرفي لكبار المواطنين وعالما مليئاً بالدهشة للصغار، وهو صف التعلم الحميم الذي يجمع المثل والحكاية والطرف والذكريات الجميلة التي تجمع الأصدقاء وتوطد علاقاتهم على مر السنين، على الرغم من التطور الكبير الذي تشهده مختلف إمارات ومناطق الدولة في مختلف مناحي الحياة، إلا أن المقهى مازال محافظا على استمراريته ومكانته التراثية لتكون شاهدا يربط جيل الحاضر بالماضي الجميل.