الدكتورة مها الشيخ ضيف شرف المؤتمر العربي للسلامة وتحاضر عن أمن سلامة الغذاء
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه سلاسل التوريد على المستوى العربي والعالمي، احتضنت مدينة العقبة في المملكة الأردنية الهاشمية المؤتمر العربي الخامس للسلامة، والذي نظمته الهيئة العربية لعلوم السلامة تحت رعاية معالي نايف فايز، رئيس مجلس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
هذا الحدث، الذي جمع نخبة من الخبراء والمسؤولين من معظم الدول العربية خاصة مصر والإمارات، شكل فرصة لتبادل الأفكار حول أحدث التطورات في مجال السلامة وأمن سلاسل التوريد، وبحث استراتيجيات جديدة لمواجهة المخاطر المستجدة.
وقد شاركت في هذا الحدث البارز الدكتورة مها الشيخ، ممثلة عن جامعة الشرق الأوسط – كلية الأعمال، قسم إدارة سلاسل التوريد والدعم اللوجستي الرقمي، حيث حظيت بشرف الحضور كضيف شرف للمؤتمر.
جاءت مشاركة الدكتورة مها الشيخ، لتتحدث عن أمن سلاسل التوريد العربية والعالمية، وكيف يمكن تعزيز هذا المجال الحيوي لضمان استدامة العمليات التجارية واستمرارية تلبية احتياجات السوق لتعبر عن الرؤية الأكاديمية والعملية التطبيقية والاستراتيجية حيال التحديات التي تواجه سلاسل التوريد، سواء في العالم العربي أو على الساحة الدولية.
وخلال كلماتها، أكدت الدكتورة الشيخ على الأهمية البالغة لأمن سلاسل التوريد في ضمان استدامة الأعمال التجارية وسلامة تدفق المنتجات والخدمات، مع تسليط الضوء على القضايا المعاصرة التي تؤثر على هذا المجال الحساس. كرؤية شاملة حول التحديات والفرص التي تواجه أمن سلاسل التوريد.
مشددة على أهمية التعاون والتكنولوجيا لتعزيز المرونة والاستدامة في هذا المجال الحيوي للاقتصادات العربية والعالمية.
تحديات أمن سلاسل التوريد
في إطار حديثها، تطرقت الدكتورة الشيخ إلى أبرز التحديات التي تواجه أمن سلاسل التوريد، حيث أوضحت أن التهديدات لم تعد تقتصر على الصراعات الجيوسياسية كما كان في السابق، بل توسعت لتشمل مجموعة واسعة من المخاطر، بما في ذلك الهجمات السيبرانية التي تستهدف الأنظمة الرقمية والشبكات اللوجستية.
إضافة إلى الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات التي تضر بالبنية التحتية اللوجستية.
وقد أشارت إلى أن العديد من سلاسل التوريد تواجه تعطيلات كبيرة بسبب هذه التحديات المتعددة، ما يؤدي إلى اختناقات في تدفق السلع وارتفاع التكاليف اللوجستية.
أهمية التعاون الدولي
أوضحت الدكتورة الشيخ في كلمتها أن مواجهة هذه التحديات يتطلب تعزيز التعاون بين الدول، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والجغرافي.
وأكدت أن تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة يعتمد بشكل كبير على بناء سلاسل توريد قوية ومرنة قادرة على التكيف مع الأزمات المتغيرة.
وأشارت أيضًا إلى أن التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق، حيث إن تبني الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات أصبح أمرًا ضروريًا لتقديم حلول استباقية والتعامل الفعال مع المشكلات التي قد تعترض تدفق السلع.
وأضافت الدكتورة الشيخ أن الاستثمار في الابتكارات التكنولوجية يمكن أن يعزز من فعالية سلاسل التوريد بشكل كبير.
تابعت: فعلى سبيل المثال، استخدام أنظمة متقدمة لتحليل البيانات الضخمة يمكن أن يساعد الشركات والحكومات على توقع الاختناقات المحتملة ومعالجتها قبل أن تتفاقم.
هذا بالإضافة إلى دور التحول الرقمي في تعزيز مرونة سلاسل التوريد، خاصة في ظل التهديدات السيبرانية المتزايدة التي تستهدف أنظمة اللوجستيات والتوريد.
تجارب إقليمية ودولية في أمن سلاسل التوريد
أثناء مشاركتها في النقاشات وجلسات المؤتمر، شاركت الدكتورة الشيخ عدة أمثلة وتجارب حية من سلاسل التوريد العالمية والعربية، والتي أدت إلى تعطيل العمليات التجارية الحيوية، حيث تأثرت واردات الغذاء والدواء بشكل كبير نتيجة تعطيل موانئ النقل البحرية،
مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات و تدمير سلاسل التوريد الزراعية، ما دفع بعض الدول إلى الاعتماد على الواردات بشكل شبه كامل.
ومن ناحية أخرى، أوضحت الدكتورة مها الشيخ كيف تمكنت بعض الدول من تعزيز مرونة سلاسل التوريد رغم التحديات، خصوصا في الاستثمار في القدرات الإنتاجية المحلية وزيادة الاحتياطيات الاستراتيجية من الغذاء.
وتطرقت إلى أهمية تنويع مسارات التوريد لتقليل الاعتماد على المسارات التقليدية التي قد تتأثر بالأزمات، مشيرة إلى أهمية دور بناء بنية تحتية تجارية إقليمية بديلة لتعزيز التدفق التجاري.
في ختام مشاركتها، قدمت الدكتورة مها الشيخ عدة توصيات عملية لتحسين أمن سلاسل التوريد في المنطقة العربية والعالمية. شددت على ضرورة الاستثمار في البنية التحتية وتطوير شبكات لوجستية ذكية ومتكاملة قادرة على مواجهة الأزمات.
كما أكدت على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن التحديات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية لا يمكن مواجهتها بشكل فردي، بل تتطلب جهودا مشتركة بين الدول والحكومات والمنظمات الدولية.
وبالنظر إلى المستقبل، أشارت الدكتورة الشيخ إلى أن أمن سلاسل التوريد سيظل موضوعا حساسا يتطلب اهتمامًا متزايدا، خاصة في ظل التغيرات السريعة في المناخ السياسي والاقتصادي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما نوهت بأن التعاون الدولي لتبادل المعرفة والخبرات، إلى جانب الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، سيشكل مفتاحا لضمان استدامة سلاسل التوريد وقدرتها على التكيف مع المتغيرات المستقبلية.