“منام ميت”.. قصّة غسّال موتى أصبح حاكما للجزائر

صدر، حديثا للإعلامي موهوب رفيق، عن منشورات “ماستر”، أول رواية له تحت عنوان “منام ميت”، تعتبر ثمرة كتاباته في مجال الصحافة وكذلك مغامرة حقيقية داخل عوالم الرواية والأدب بصورة عامة في ظل الفرق بين الكتابة الصحفية والكتابة الأدبية الجمالية.

 

وقال موهوب رفيق حول الموضوع: “ذلك الفرق الذي أعيه جيدا بل وأحسه بكل أبعاده هو من دفعني للانطلاق في التجربة دون التفكير في النتائج أو تبعات ما سينتج عن العمل، كانت رغبة ملحة للكتابة استطعت تحقيقها بعون الله، وتجسدت أخيرا في رواية “منام ميت”.”.

 

وحول موضوع الرواية، أوضح موهوب أنّه” لم يكن اعتباطيا ولم يأت صدفة ما، بل اختير عن وعي ودقة، يشبه ضرورة غامضة دفعته للبحث في الموضوع وتتبعه. ”

 

وتابع قوله: “باعتبار تكويني الجامعي كان في مجال الدراسات التاريخية فقد ساعدني ذلك على البحث بشكل منهجي دون ترك المجال للخيال والتأويلات لإفساد الحقيقة التاريخية المبنية عليها الرواية والمتمثلة في شخصية علي الغسّال. ”

 

وأشار موهوب إلى أنّه “لا يعتبر روايته عملا تاريخيا ولا حتى رواية تاريخية، لأن الجانب الإبداعي فيها يجعل من الخيال عاملا مهما ولاعبا في العملية، لكنه يتمنى أن تستقبل في عالم الأدب كقراءة تاريخية لفهم الحاضر، لأن بعدها الرمزي هو الأهم.”

 

وبخصوص القصة والشخوص أوضح أنّ علي الغسال، الشخصية الأساسية في الرواية، رجل تعرضت حياته للتحول الجذري، من رجل متشرد إلى غسّال موتى لدى القصر إلى داي على رأس دولة. يمثل وبشكل قوي حقبة من تاريخ الجزائر ويشهد على طبيعة الدولة السياسية وبكل مفارقات الاجتماعية والثقافية.

 

وأضاف الكاتب في تقديمه أنّه لا يعتبر علي الغسال حالة متفردة في شكل النظام السياسي العثماني، لأن الأمثلة كثيرة من حالات تثير العجب، تبدو خارجة من قصص ألف وليلة، غير أنّه يراه كشاهد على طبيعة نظام ولد من المفارقات وبني على صراعات.

كما يراه ممثلا لتاريخ الجزائري وجزءا منه لا يمكن تجاوزه إلا بعد دراسته وفهمه، هذا لأنه لا زال يعتبر أن الحقبة العثمانية وإن كانت تمثل ثلاثة قرون من تاريخ الجزائر، فإن الجزائريين لا يعرفون عنها شيئا.

 

وتمنى الكاتب موهوب أن يجد القارئ في “منامات ميت” إجابات عن تساؤلات، وطرح تساؤلات أخرى تتضمنها الرواية.