الرياض : سفر نيوز
أطلقت شركة سوفتوير أي جي، والتي تعد إحدى شركات البرمجيات الألمانية الرائدة المدرجة في بورصة فرانكفورت برمز SOW، ” تقرير الحقائق “، وذلك بناء على استقصاء آراء مدراء شركات تقنية المعلومات حول استراتيجيات الإستثمار في مجال التحول الرقمي في ظل وباء كوفيد – 19 الذي اجتاح العالم مطلع العام الماضي. وقد أجمع كل من استطلعت آراؤهم على أن شركاتهم نجحت في التحول الرقمي على مدار عام 2020، وأن هذا التحول سوف يتعزز أكثر خلال عام 2021، مع اشتمال التقرير على بعض الأولويات والآراء، منها ماكان محل إجماع، ومنها ماكان محل انقسام، كتلك التي تمحورت حول أنسب السبل لتحقيق التحول الرقمي والجهود المبذولة في هذا الصدد بشكل عام.
في البداية كانت آراء المدراء متفقة حول توقع تسارع التحول الرقمي بصورة كبيرة على مدى السنوات القليلة القادمة، واستمرار الشركات في الاستثمار فيه، وبخاصة في البيانات والأنظمة التحليلية وتبسيط العمليات وخدمة العملاء والتكامل وإنترنت الأشياء وغير ذلك، وأن مثل هذا التسارع سوف يكون بفضل استراتيجيات تطبيق التكنولوجيا المنسجمة مع الأهداف التي تشمل كفاءة التكاليف وخبرة العملاء والسلامة وأمن الموظفين والسياسات البيئية..
كما أجمع كل من استطلعت آراؤهم على أن البنية الرقمية التحتية الخاصة وأسلوب عمل شركاتهم كان من المرونة بحيث استطاع ويستطيع استيعاب مثل هذا التحول الرقمي، في حين رأى آخرون ضرورة تنويع أصولهم التكنولوجية والإندماج لتحقيق أهداف التحول الرقمي. فئة أخرى ممن استطلعت أراؤهم صرح بأن التحديث سوف يلعب دوراً هاماً في عملية التحول الرقمي، وأن الحوسبة السحابية وتقنيات الجيل الخامس والتكامل وإنترنت الأشياء سوف يكون لها دوراً كبيراً في التغلب على التحديات، مع تزايد اعتماد الإقتصادات العالمية على التقنيات الرقمية. وفيما يتعلق بالمستفيدين أكثر من غيرهم من الاستثمار في المجال الرقمي، كشف الاستطلاع عن أن كلا من العملاء والموظفين اصبحوا من أكبر المستفيدين باعتبارهم أولوية، وأن توقعات أولئك العملاء والموظفين سوف تنتقل إلى مستوى أعلى خلال العام القادم مع اعتماد الأساليب التقنية أكثر وأكثر ونشوء جيل جديد من ” العملاء الرقميين العصريين “
وفي تعليقه على التقرير، صرح السيد/ أحمد سلامة، نائب رئيس شركة سوفتوير أي جي للشرق الأوسط وتركيا قائلا ” بما أن المملكة لديها أكبر إقتصاد على مستوى الشرق الأوسط، فإنها مهيئة بذلك لأن تكون ” وادي سيليكون الشرق الأوسط ” والعديد من المناطق الأخرى، وذلك بسبب الكفاءات الشابة الواعدة العاملة في المجال التقني، والقادرة على الاستفادة من الإمكانات التقنية الكفيلة بتحويل المملكة إلى مركز للتطوير التقني، وذلك انسجاماً مع رؤية المملكة 2030. ومع رسوخ أجندة المملكة على صعيد التطوير المستمر، فقد بتنا قادرين على العمل مع كبريات الكيانات السعودية ودعمها لتحقيق أهداف التحول الرقمي، وتحويل أنظمة البيانات لديها إلى قيمة مضافة. وعلى الرغم من المصاعب التي مر بها العالم خلال عام 2020، إلا أن شركة سوفتوير أي جي تمكنت من تحقيق نمو بنسبة 60% في المملكة، مع نجاحها في الوقت ذاته في التغلب على الأوضاع التي خلفتها جائحة كوفيد – 19.”
بدوره علق السيد/ فيجي جاسوال، مدير تقنية المعلومات في شركة سوفتوير أي جي الشرق الأوسط وتركيا على التقرير قائلا ” على الرغم من أن التقرير أعد في دول خارج منطقة الشرق الأوسط، إلا أن مضمونه والاتجاهات السائدة حول التحول الرقمي تنطبق على هذه المنطقة أيضا. للأسف، تطلب الأمر بعض الوقت لتدرك الشركات إبان صراعها مع وباء كوفيد – 19 أهمية التحول الرقمي، في حين كان لشركات أخرى السبق في التعامل معه وتخطيه. وفي الحقيقة، علينا أن نثمن جهود الأجهزة الحكومية التي تحلت بالمرونة على صعيد تقديم الخدمات ولأسلوب عملها الذي اتسم بالتكيف مع التحديات. والتفاعل مع التغيير واستباق الأزمات قبل وقوعها، وهذا مما يعزز لدينا الاعتقاد بأن هذا النجاح سوف يستمر على مدى السنوات التالية. “
من بين التقنيات الرائدة التي أجمع عليها من استطلعت آراؤهم من الخبراء. برزت هناك بعض التقنيات الأساسية،وكانت نسبتها على الشكل التالي: الحوسبة السحابية ( 67%)، تقنيات الجيل الخامس ( 51%)،الذكاء الإصطناعي ( 43%)، التكامل ( 43%).
ومع إيمان صناع القرار في المملكة بأهمية التكنولوجيا، وهو الأمر الذي اتضح من خلال المراسم الملكية التي صدرت حول تأسيس ” هيئة الحكومة الإلكترونية” خلال النصف الأول من العام الحالي، والذي جاء بعيد صدور مراسيم أخرى أنشأت ” الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي ” خلال عام 2019، فإنه من المتوقع للتحول الرقمي أن يشكل الأساس المتين لنمو اقتصادي خلال عام 2021 وما بعده.
ومن الأمثلة على نجاح المملكة في مجال التحول الرقمي هو مشروع ” نيوم ” ، وهو بمثابة أرض الأحلام والتطوير، والذي قال عنه السيد/ جوزيف برادلي، رئيس قسم التكنولوجيا الرقمية في الشركة بأنه ” ليس فقط مشروعاً لإنشاء مدينة ذكية، بل يعد المشروع الأول المعني بإنشاء أول ” مدينة مفكرة ” من شأنها تطوير التكنولوجيا العالمية وأنظمة البيانات والذكاء الإصطناعي القادرة على التفاعل بسلاسة مع السكان المحليين. “
التحول يعني التحول ثانية
لا شك في أن وباء كوفيد – 19 أوجد تحديات ومناخاً من عدم الثقة بالمستقبل بالنسبة للهيئات الحكومية والشركات على السواء،بيد أن الهيئات الحكومية والشركات التي أبدت مرونة في التحول إلى نوع من ” الحالة الرقمية ” تمكنت من التغلب على تلك التحديات والبقاء في وضع يمكنها من تقديم الخدمة والحفاظ على مستوى عال من الأمان والسلامة للموظفين والعملاء. فالمملكة العربية السعودية تعد مثالاً ناجحاً على كيفية التعامل مع الوباء. هذا النجاح الذي تمثل بمسارعتها إلى تسخير إمكاناتها مع تصاعد الوباء لخدمة المواطنين والمقيمين وإبقاء جميع الأجهزة الحكومية على استعداد لتلبية احتياجات الجميع دون استثناء أو مقابل مادي.
ومن أمثلة هذا النجاح أيضا، جهود مشغلي الإتصالات السعودية، ونجاحهم في تطوير الأعمال لمواجهة الاحتياجات الرقمية للمجتمع المحلي. فعلى سبيل المثال، طرحت شركة الاتصالات السعودية عدة مبادرات لضمان وصول الخدمات على مدار الساعة لمشتركيها إبان ذروة الجائحة، ورفع مستوى وسعة الشبكات، وتقديم خدمات الإنترنت والاتصالات للمواطنين والمقيمين لضمان سيرورة عملهم وحياتهم المعتادة.
ومع ذلك، مازالت هناك بعض المخاوف من احتمال تعثر الأعمال،الأمر الذي يمكن أن يؤثر على الاتجاهات المستقبلية المعنية بأجندات التحول الرقمي التي تركز على طبيعة ومسيرة الأعمال وفعاليتها ومرونتها.
التغير على صعيد الأجيال سوف يغير من سلوك الشركات
لقد غيرت الأجيال الحديثة وبالتحديد جيل الانترنت من السلوك والتوقعات بسرعة كبيرة وفي كل المجالات، وعلى رأسها مجال الاتصالات. إذ تشير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية إلى أنها قامت – وخلال فترة الجائحة – بزيادة الترددات المخصصة للمشغلين وتطبيق خطط الاستمرارية والتعامل مع الحالات الطارئة، وذلك لتجنب انقطاع الخدمة، مع الإبقاء على خطط الرقابة والإشراف ورصد المشاكل الفنية في جميع شبكات الاتصال على مستوى المملكة.
يشكل القطاع المالي مثالا آخر على كيف يمكن لللاعبين الإقليميين أن يتكيفوا بسرعة مع التوقعات الرقمية للأجيال الشابة وتحقيق مزايا اقتصادية في الأعوام القادمة. وقد ساهم الوباء بتسريع هذه العملية، وهذا بالتأكيد أكسبه المزيد من المرونة والتكيف وأبعده عن النتائج السلبية التي ترتبت على الوباء وطالت قطاعات أخرى.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن البنك المركزي السعودي عن إطلاق ما يسمى ” سياسة البنك المفتوح “. ومثل هذه السياسة تشكل امتداداً لجهود البنك المركزي السعودي على صعيد تحقيق الأهداف الاستراتيجية لـ ” برنامج تطوير القطاع المالي ” وفهم التزامه بتعزيز التحديث والثقة في هذا القطاع، وترسيخ قيم المنافسة والرفع من مستوى الفعالية أيضا. وكقطاع مسؤول، فقد حرص على القيام باختبارات الجهد وتوجيه المزيد من الأموال للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لإبقائها على قيد الحياة.
تقنية بناء المرونة تفوق التوجه نحو التحديث
تمكنت الشركات من تخطي الجائحة. كما نجحت هيئات حكومية تابعة لدول من بينها المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها وزارة التعليم وغيرها من الهيئات الحكومية الأخرى في بذل جهود جبارة لإبقاء الوباء تحت السيطرة والتوجه نحو التعليم عن بعد وإغلاق الحدود والتركيز على التباعد الإجتماعي وحظر صلاة الجماعة إغلاق الأسواق والمحال التجارية والمدارس والتركيز على المؤتمرات الإفتراضية وغيرها. أيضا، كان على القطاع اللوجستي ضمان سلاسل التوريد لتأمين احتياجات الأفراد من المواد الاستهلاكية والآلات واللقاحات، والتي تعتبر في قمة أولويات هذه القطاع لمواجهة الطلب المتزايد عليها.
مع انتعاش عمليات التسوق الإلكترونية التي فرضها وباء كورونا على العالم، برزت هناك أمثلة على مثل هذا الانتعاش، ومنها ما قامت به شركة دي إتش إل الأمريكية، والتي لم تفوت الفرصة لتأكيد قدرتها على الوصول إلى المستهلك النهائي بصورة أسرع وأكثر كفاءة، ولعب دور أكبر لتأمين سلاسل التوريد الخاصة بها وضمان عدم تعطلها، وبخاصة تلك المعنية بإيصال اللقاحات والمستلزمات الطبية خلال فترة الجائحة. كما برزت هناك شراكات وفرص تعاون ساهمت التكنولوجيا بتسهيلها، والتي أثبتت في النهاية أهميتها لاستمرار الأعمال وعدم تعطلها.