الرياض -سفر نيوز
غالبًا ما يوصف التميز المؤسسي بأنه الممارسات المتميزة في إدارة المنظمة وتحقيق النتائج، وهو يعتمد على مجموعة من المفاهيم والقيم الأساسية. ويهدف الاعتراف بهذا التميز المؤسسي إلى منح المؤسسات التي لديها قادة ملهمون، وثقافة التعلم وفرق عمل ملتزمة شهادات اعتراف وتقدير بتطبيق أعلى معايير التميز.
وخلال عملية التقييم، تدعو هذه المؤسسات العالم الخارجي إلى مكاتبها ومصانعها وغرف مجالس إدارتها واجتماعات فرقها والتفاعل مع موظفيها، ليس فقط لإظهار للعالم كم هم جيدون ولكن الأهم من ذلك كيف يمكنهم التعلم والتحسين بشكل أكبر.
وترجع أهمية شهادة التميز المؤسسي إلى ارتباطه بالاستدامة واستمرارية العمل في أي وقت، فالمنظمات التي تتبنى مفاهيم ومعايير التميز المؤسسي لا تتأثر كثيرًا بالأزمات أو بانتقال أو استقالة أو تقاعد القيادات أو الموظفين الموهوبين ، لأن لديهم استراتيجيات ومنهجيات وخطط ومستهدفات وإدارة لجميع المخاطر.
وارتبط ظهور مفهوم “التميز المؤسسي” لأول مرة بالمنظمة الأوروبية لإدارة الجودة ( EFQM)، والتي قامت في عام 1988 بإعداد النموذج الأوروبي للتميز وهو من أبرز نماذج ” إدارة التميز” الشائع استخدامها في العالم المعاصر. وتُعد المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة المرجع الأهم عالمياً في تقييم التميز المؤسسي.
ومن بين المزايا المتعددة لتطبيق نموذج التميز الأوروبي، أنه يسمح للمؤسسة بإنشاء لغة وطريقة تفكير موحدة ، بالإضافة إلى العمل كأداة تشخيصية ، للكشف عن نقاط التحسين حيث يجب تنفيذ الإجراءات التصحيحية ذات الصلة.
يهدف الاعتراف بالتميز من المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة التي تأسست عام 1991، إلى تقدير دور الشركات والمؤسسات التي حققت مستويات بارزة من التميز المستدام في جميع مجالات نموذج تميز المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة. ويقضى فريق من المقيمين المستقلين نحو 500 ساعة في مراجعة الوثائق وإجراء المقابلات في الموقع لكل مؤسسة مرشحة. ويتم منح شهادة تميز المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة سنوياً من خلال المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة، وفق التقييم الذي يتم إجراؤه حسب نموذج التميز الأوروبي.
كيفية الحصول على شهادة الاعتراف من EFQM:
تبدأ العملية بتعبئة وثيقة التقييم الذاتي التفصيلية باستخدام منصة التقييم. ومن ثم يقوم فريق التقييم المكون من 3-4 مقيّمين بمراجعة الوثيقة ويقضي كل منهم 3-4 أيام في المنظمة لمراجعة كل جانب من جوانب أداء المؤسسة.
في نهاية التقييم تحصل المؤسسة على تقرير تعقيبي شامل يتضمن ملخص الدرجات وتوصيات مفصلة للتحسين بما يتواءم مع أهداف المؤسسة، ويتضمن التقرير نصائح محددة تستند إلى نموذج EFQM.
بمجرد الحصول على شهادة الاعتراف من EFQM، ستحصل الجهة على تصنيف من 3 إلى 7 نجوم بناءً على النتيجة الإجمالية. تقوم العديد من المنظمات باستخدام هذا الاعتراف مقياسًا للتحسين المستمر، وتكون الشهادة سارية لمدة ثلاث سنوات.
نجوم سعودية في التميز المؤسسي
وحصلت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية على شهادة الاعتراف بالتميز المؤسسي بمستوى 5 نجوم من المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM). وبذلك أصبحت الهيئة أول وأعلى جهة على مستوى السعودية تحقق هذا الإنجاز على كامل المنظمة، وذلك وفقاً للنموذج الجديد فيما يتوج جهودها لتطبيق أبرز معايير ومفاهيم التميز المؤسسي المحلية والعالمية، بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030.
ويكتسب حصول هيئة الزكاة والضريبة والجمارك على شهادة التميز المؤسسي أهمية لما يعنيه من أن العميل هو الأهم، وأن الهيئة بأكملها تشارك في إرضاء العميل، وفي التحسين المستمر، وأن الإدارة تعتمد على بيانات موضوعية ومؤشرات وتوقعات وسيناريوهات بديلة.
وحققت الهيئة هذا الاعتراف بتميزها وفقاً للنهج الرائد عالمياً للمنظمة الأوروبية لإدارة الجودة من خلال تطبيق نموذجها المعتمد EFQM الذي يُعد الأوسع انتشاراً في العالم، ويعتبر استيفاء متطلبات النموذج من أبرز مستهدفات الجهات في مجال التميز المؤسسي، حيث يمكّن المؤسسات من تحقيق نتائج أعمال متميزة ومستويات عالية ومستدامة، ويُسهم في تحسين بيئة العمل وزيادة إنتاجية العاملين، حيث يأتي هذا الإنجاز تتويجاً لجهود الهيئة في رحلتها نحو التميز المؤسسي، وسعيها للتحسين المستمر من خلال تفعيل إحدى أهم ممكناتها الاستراتيجية وهو التميز التشغيلي وكفاءة الإنفاق، وقيامها بتوفير أداوت تضمن استدامة الجودة والتميز المؤسسي من خلال التركيز على رضا العملاء والشركاء والجهات ذات العلاقة، وتحديد التوجهات الحالية والمستقبلية، وتطوير وتحسين العمليات والخدمات، وقياس مؤشرات الأداء الاستراتيجية والتشغيلية، والتركيز على التحول الرقمي والاستفادة من التقنيات الناشئة بما يضمن الكفاءة العالية في الأداء وتقديم الخدمات.
وعملت الهيئة على تمكين ممارسات نماذج التميز المؤسسي التي تساعد على التحسين المستمر، وذلك بما يعكس التزامها الدائم بتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز في تنفيذ أعمالها وتقديم خدماتها لجميع مكلفيها وعملائها.
وتسعى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك إلى مواصلة تبنيها لتطبيقات التميز المؤسسي تحقيقاً لرؤيتها في أن تكون نموذجاً عالمياً يحتذى به في حماية الوطن وتعزيز الاقتصاد وتجربة العميل.
استراتيجية الهيئة
ويأتي حصول هيئة الزكاة والضريبة والجمارك على شهادة الاعتراف بالتميز المؤسسي بمستوى 5 نجوم من المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) وفق النموذج الجديد، كامتداد لاستراتيجيتها وسعيها نحو تحقيق رؤيتها لتكون نموذجًا عالميًا في حماية الوطن وإدارة الزكاة والضرائب والجمارك وتيسير التجارة بفعالية مع التركيز على العميل، وتطبيقها لرسالتها في تمكين استدامة الاقتصاد وازدهار المجتمع بكفاءة وفعالية.
ووضعت الهيئة عدداً من الأهداف والممكنات لتحقيق استراتيجيتها مثل التكامل والتعاون مع الشركاء، وتنمية قدرات الموظفين، والتميز التشغيلي وكفاءة الإنفاق، واعتماد والرقمنة والابتكار، والسهولة والشفافية بشأن الزكاة والضرائب والرسوم الجمركية، وتطوير البنية التحتية والمرافق، ورفع نسبة الامتثال والالتزام، ودعم التنمية الاقتصادية وتيسير التجارة، إضافة إلى تعزيز الجانب الأمني وحماية المجتمع والاقتصاد الوطني من المنتجات المزورة والمضرة والإرهاب والممارسات التجارية غير العادلة عبر دعم أجهزة الأمن الوطنية في إنفاذ السياسات.
وهذه الأهداف والممكنات كان لها عامل كبير في أن تصبح هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، أول من يحصل في المملكة على شهادة الاعتراف بالتميز المؤسسي عن كامل المنظمة و بمستوى 5 نجوم من المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM).