بقلم الخبير السياحي والفندقي إسماعيل إبراهيم
المدير العام لفندق رمادا داون تاون أبوظبي
في حفل اسطوري ضخم انتظره العالم أجمع، ابهرت مصر العالم من جديد بعد نجاحها في نقل 22 من ملوك مصر في «موكب المومياوات الملكية» من المتحف المصري إلى متحف الحضارة بمدينة الفسطاط بحي مصر القديمة وسط احتفال رسمي وشعبي وبحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان على رأس المستقبلين.
الحدث التاريخي، الذي شارك في تغطيته أكثر من 400 وسيلة إعلامية وقناة تلفزيونية حول العالم، سيسهم من دون شك في تنشيط السياحة واستثمار ثروات مصر التراثية والحضارية، لا سيما وان هذه التجربة الأولى في مصر وقد لا تكون الأخيرة في ظل دراسة وزارة السياحة والآثار المصرية حاليا وبكل جدية التحضير لموكب عالمي لنقل مومياء توت عنخ أمون ومقتنياته للمتحف المصري الكبير في منطقة الهرم بالجيزة.
ونجح هذا الحدث في جعل مصر محط انظار العالم من أقصاه إلى أدناه بعدما اصطف الملايين أمام شاشات التلفاز، ليشاهدوا عظمة هذا الشعب الحارس على هذه الحضارة الفريدة الممتدة في أعماق التاريخ، وهو ما يحفزنا نحو تحقيق مزيد من الإنجازات مستلهمين روح الأجداد العظام، الذين صانوا الوطن وصنعوا حضارة تفخر بها كل البشرية.
ولا ننسي جهود وزارة السياحة والآثار، بقيادة سعادة الدكتور خالد العنانى، والتي استغلت الحدث في الترويج لمصر عبر حملة ترويجية بـ 14 لغة في الأسواق العربية والعالمية، تم مشاركتها عبر منصات الوزارة بمواقع التواصل الاجتماعي المخلفة، فضلاً عن مساحات إعلانية في عدد من الأسواق المهمة، بالتزامن مع تغطيات عالمية للحدث، إضافة إلى إطلاق فيلماً ترويجياً للتعريف بتاريخ المومياوات الملكية بمشاركة واسعة من الفنانين المصريين.
وختاماً، أدعو الجميع من داخل مصر وخارجها لزيارة المتحف القومي للحضارة المصرية، الذي يعد من أهم المشروعات التي تمت بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، ليصبح من أكبر متاحف الحضارة في مصر والشرق الأوسط، حيث يضم مركزاً لترميم الآثار مجهزاً بأحدث الأجهزة العلمية للفحوص والتحاليل الخاصة بالآثار، كما يعد هو المتحف الوحيد في مصر الذي يحتوي على جهاز الكربون المشع (C14) ومعمل لـ (DNA)، ووحدة «انوكسيا».