لندن:سفر نيوز
باشرت العديد من الجامعات بالإعداد لبرامج التعليم الجامعي عبر الانترنت لما له من مميزات تعليمية وحتى مع اندثار وباء الكورونا فالحياة التعليمية لن تعود لسابق عهدها. خلال هذا العام كانت الحاجة ملحة لتعليم عن بعد ومعها الحاجة لإنجاز تطبيقات وبرامج إلكترونية متطورة لمساعدة الطلاب والأكاديميين في الاستمرار في الدراسة وإنجاز الأبحاث.
الجائحة وفرت فرصة حقيقية لنهضة تعليمية ليس في المضمون بل بالشكل والوسائط. تجربة الطلبة بالالتحاق بالجامعات العالمية عن بعد وفر إمكانية الحصول على شهادات من جامعات عالمية بعيدة جغرافيا عن سكن الطلبة لكنها الان باتت بين أيديهم. يدرس محمد الحلاق في جامعة university of the people الامريكية ويقول ” بعد انضمامي للجامعة بدأت الدراسة وشكل ذاك حافزا لي ومع كل وحدة وفصل شعرت أني أعلم من ذي قبل. المتابعة المستمرة من المدرسين والخدمات الالكترونية ساعدتني للمضي قدما وبطاقة إيجابية. حتى أصبح الدخول لمنصة التعليم وقراءة الكتب على المنصة الخاصة بإدارة الاعمال وهي المادة التي أدرسها هاجسا بدلا من تمضية الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي”.
محمد الحلاق يسكن في السعودية ويرى أن التعليم الجامعي عن بعد سيزيد من فرص تحسين عمله مستقبلا طالما حصل على شهادة جامعية. التسجيل في الجامعة والذهاب لحضور المحاضرات عمليا سيمنعه من العمل في أي وظيفة لتأمين قوت يومه. ولان الجامعة تعمل بشكل كامل إلكترونيا حيث الدراسة عن بعد فهذا وفر له العمل والدراسة معا.
تقول ليزا اندرسون المديرة السابقة للجامعة الامريكية في القاهرة أنه خلال السنوات الماضية عملت بعض الجامعات وخاصة الأوروبية والأمريكية على تطوير التعليم الالكتروني أو التعليم عن بعد لعدد من المساقات التعليمية. الآن بعد أن تحول التعليم الإلكتروني إلى خيار على نطاق أوسع، أصبحت هذه الخطوات التدريجية والمدروسة ضرورية وتم تبنيها بتسارع كبير بسبب الضغط لإغلاق الصفوف الجامعية من أجل سلامة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وأضافت ” جامعات أخرى وهي الأغلبية في العالم لم يكن لديها أي خبرة بالتعليم الالكتروني ومع الضغط باشرت بالتعليم عن بعد الذي بدى غير عملي وكثرت المشاكل التقنية من جانب ومن جانب اخر عدم دراية المحاضرين بأساليب التعليم الحديثة التي تعتمد بشكل كامل على جهاز الحاسوب والكاميرة المثبتة عليه بدل المحاضرات في القاعات الكبيرة ومتابعة الامتحانات. نظرًا لأن الجامعات قد اندفعت إلى التعلم عن بعد دون إعداد كافٍ أو بنية تحتية إلكترونية، فإنها بحاجة الآن إلى الاستثمار في الأدوات اللازمة لتقديم نفس المستوى من التعليم “.
فرص متكافئة وأفق للجميع
التعليم الجامعي لن يكون في العالم المستقبلي حكرا على أحد أو على شريحة معينة ببساطة لان المواد التعليمية مثل الكتب والمجلات المتخصصة والدراسات كلها ستكون على الانترنت. فمثلا يمكن لطالب في الجزائر أن يدرس الفيزياء في جامعة أوروبية ويمكن لطالب نرويجي دراسة علم الاثار في مصر وهو موجود في النرويج. هذا التنوع في الجغرافيا سيلحقه تنوع في المدارس والمناهج بل والمراجع خاصة مع سرعة برامج الترجمة.
الطالب عبد الستار حسن يسكن في ادلب وهي المحافظة الشمالية في سوريا حيث تدور رحى الحرب هناك وقد انضم لجامعة university of the people والتي يدرس فيها وباللغة العربية إدارة الاعمال. وفي هذه الجامعة اكتسب أكثر من مجرد الدراسة فقال ” إنها تجربة رائعة أن أكون في هذه الجامعة حيث سعدت بلقاء الأصدقاء فيها من كافة أنحاء العالم مما يعزز التواصل الاجتماعي ويقوي الروابط المعرفية لدي، حيث يوجد نظام تعليمي راقٍ جدا ونتعلم من المهام الأسبوعية ونرسخ الأفكار بالممارسة والكتابة. إنها تجربة جميلة للغاية لقد ساهمت في تكويني من جديد ومساعدتي بعد انقطاعي. لقد كانت أملا تمسكت به نجاني من براثن الحرب الدائرة في بلادي سوريا. فرغم الظروف الصعبة كان التعلم دافعا عظيما لاستعادة مبادرة العمل والأمل في الحياة “.
ومن الجدير بالذكر، وحسب تقديرات منظمة اليونيسكو “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة”، أنه بحلول عام 2025 سيكون هنالك حوالي 100 مليون شاب يرغب في الحصول على مقعد دراسي في الجامعات ولن يتوفر ذلك. حيز المكان المرتبط بالمنشأة والبناء والتكاليف الباهظة ستقابل بالاستفادة بالتعليم الالكتروني وهذا ما قاله جون ساكستون الرئيس السابق لجامعة نيويورك الذي يرى أن التعليم عن بعد هو حتمي وأضاف ” يجب أن نستعد للمرحلة القادمة التي عمليا بدأت منذ سنوات ولكنها ستكون أكثر أهمية لنشر المعرفة والرقي بالمجتمعات وتوفير فرص تعليم للجميع “.
الدكتور محمد رزق الله المتخصص في صناعة محتوى التعليم الجامعي الرقمي يقول إن الهدف الأساسي هو ضمان جودة التعليم ونشره مضيفا ” التعليم هو تعليم سواء وجاهيا أو عن بعد والمختلف هو الشكل في تمرير المعلومة وشرحها لطالب وهنا نرى أهمية التعليم عن بعد والذي له خصوصية تتعلق بالأدوات أو الوسائط والتي تحتاج ليس فقط لطالب واستاذ يتعامل مع الانترنت بل أيضا مواقع ومنصات متطورة وهي موجودة طبعا وبجمع هذه العناصر حققنا الهدف المنشود وهو التعليم عن بعد بجودة متميزة تمكن الطالب من العمل والتعلم في نفس الوقت”.