أهمية الروبوتات فى زيادة الانتاجية و تحويل قطاع البناء و الانشائات

 

د/ تادج أودونوفان ، رئيس كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية ، جامعة هيريوت وات دبي

من المعروف على نطاق واسع أن استخدام الروبوتات يزيد الإنتاجية ولديه القدرة على تحويل قطاع البناء و الإنشائات. وعلى الرغم من أن العمل اليدوي من المرجح أن يكون دائمًا جزءًا مهمًا من البناء الحديث ، إلا أن الفوائد الناتجة عن استخدام الروبوتات لا يمكن إنكارها خصوصا مع الثورة التكنولوجية التى نشهدها حالياً و التحول الرقمى الضخم الذى نشهده فى المنطقة.
تشير الدراسات إلى أن السوق العالمية لروبوتات البناء مقدرة بنحو 87.4 مليون دولار أمريكي في عام 2020 ، من المتوقع أن تصل إلى 252.5 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027 ، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 16.4٪ خلال فترة 2020-2027
تلعب صناعة البناء والتشييد دورًا مهمًا في التنمية الاقتصادية للمنطقة. في عام 2018، تمّ منح مشاريع بقيمة 101.8 مليار دولار أمريكي لشركات البناء في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مقارنة بـ 102.3 مليار دولار أمريكي في عام 2019
من المتوقع أن يصل حجم سوق معدات و روبوتات البناء العالمي إلى 205.0 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، وهو ارتفاع ملحوظ من حجم العقار في عام 2020 الذي بلغ 169.3 مليار دولار أمريكي، أي بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 3.9٪. ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي عدد مشاريع البنية التحتية ومشاريع البناء الضخمة المتزايد إلى زيادة الطلب على معدات و روبوتات البناء خلال نفس الفترة
بالجدير بالذكر ان منطقة الشرق الأوسط سباقة في مجال تكنولوجيا البناء وفق المقياس العالمي، فمن المتوقع أن تصل حصة هذه السوق بالدولة إلى نحو 40 مليار دولار بحلول عام 2027.
التطبيق الأكثر شيوعًا اليوم هو روبوتات الإنتاج في الموقع. هذه هي الروبوتات التي يمكنها وضع الطوب ولحام المكونات المعدنية وتطبيق المواد اللاصقة وتجميع الأبواب والنوافذ.
و الروبوت الأكثر شهرة على الأرجح هو “هيدريان إكس” ، وهو أول نظام وآلة روبوتية متحركة لوضع الكتل في العالم ، حيث انها قادرة على بناء جدران المنزل في أقل من يوم واحد. في مجال التصنيع المسبق ، يتم الآن استخدام روبوتات البناء لصنع أجزاء للمباني الجاهزة. بالإضافة الى المركبات المستقلة ، مثل الحفارات و الجرافات ؛ هناك العديد من مركبات مواقع البناء التي يمكن تشغيلها آليًا. اليوم لدينا حتى آلات يمكنها نقل حطام البناء دون تدخل بشري.
يمكن أن توفر روبوتات الفحص مثل الطائرات بدون طيار التي تستخدم أجهزة الاستشعار معلومات حيوية حول تقدم البناء. إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي ، يمكن لهذه الروبوتات التنبؤ بالمهام المطلوبة بالإضافة إلى تحديد المشكلات المحتملة و المتوقعة لسهولة و سرعة الاستجابة و حل المشكلات لتوفير التكاليف و الوقت.
أخيرًا ، في مجال الصحة والسلامة ، تعتبر الروبوتات إضافة مرحب بها في صناعة البناء. فهذه الصناعة متطلبة جسديًا ، والإجهاد الناتج عن الرفع المتكرر للأوزان الثقيلة هو سبب شائع لإصابات العاملين فى مواقع البناء. وهذا هو المجال الذي يمكن أن تساعد فيه روبوتات الهيكل الخارجى. روبوتات الهيكل الخارجي هي شكل فريد من أشكال روبوتات المحترفة التي تحاكي أو تزيد و تعزز حركات عمال البناء. أنها توفر الدعم الأساسي الذي يسمح لزيادة القوة والقدرة على التحمل.
بالنسبة لمحترفي البناء في المستقبل ، قد يكون الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في المهارات التي ستكون مطلوبة لمواكبة هذه الثورة في الصناعة. يتنبأ تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أننا سنحتاج إلى إعادة تأهيل أكثر من مليار شخص بحلول عام 2030 ، وستكون الأتمتة والتعلم الآلي في صميم هذه التغييرات.
في حين أن هذا يمكن أن يحسن الإنتاجية والكفاءة بشكل كبير ، فإن العمال الذين لا يمتلكون المهارات المناسبة معرضون لخطر عدم مواكبة التطور فى الصناعة.
تجمع برامج الدرجات العلمية مثل BEng متعددة التخصصات بجامعة Heriot-Watt في مجال الروبوتات والأنظمة المستقلة والتفاعلية بين الإلكترونيات وبرامج الكمبيوتر والميكانيكا. تم تصميم البرنامج ليكون عمليًا ويسمح للطلاب بتطوير مهارات تتجاوز المحتوى الأكاديمي التقليدي.
بالإضافة إلى ذلك ، يتميز الحرم الجامعي الجديد في دبي بوجود روبوتاريوم ، وهو أحدث مرفق للروبوتات والذكاء الاصطناعي. سوف يدعم الطلاب لتطوير وتصميم والتفاعل مع الروبوتات والأنظمة المستقلة.