الشارقة: سفر نيوز
افتتح معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020، مساء اليوم ، ركن توقيعات الكتب للدورة الحالية بعدد من الإصدارات في مقدمتها روايتي “مسافر في زمن المنع” و”صرخة 2020”، للكاتب الصحفي بسام عبد السميع.
ويقام المعرض خلال الفترة من 4 وحتى 14 نوفمبر الجاري بإكسبو الشارقة، تحت شعار “العالم يقرأ من الشارقة “.
وترسم الروايتين الصورة الكاملة لمشاهد من أحداث العام 2020، حيث قدم الكاتب في “مسافر في زمن المنع” تجربة المعايشة خلال فترة حظر الحركة، بتنقله بين 10: محطات فكرية تضمنت أيام المحنة، وشيء ما سيحدث، ومن سيأتي أولا، والسير مع العباقرة، وطائرة جمال حمدان، والسير مع صاحب الخواطر، ومع رحلة الشك واليقين، وإنقاذ الأمة مع المقريزي، وحوارات مع ابن عربي وأبناء الأثير الثلاثة.
ويصف الكاتب الموجة الأولى من كورونا قائلاً : “فاضتْ الأيامُ بقصص وأحداث إنسانية مُرَوعة بلغت في حدتها الخوفُ من الموتى بعد رحليهم، وتبوأ الأقربون المركز الأول في الخوف من موتاهم بواقع فاق الخيال، وتحولتْ فكرةُ العودة إلى ألوان من الحياة الماضية أقصى أمنيات المستقبل، وغابتْ كلُ الطموحات وصار مجرد العيش بعيداً عن الجائحةِ أعلى درجات الأماني والتطلعات !!.
وأضاف الكاتب أن عام 2020، صار نقطة تحول في تاريخ البشرية لما يسجله من أحداث عظمى وتغيرات هائلة، سواء على صعيد الأنظمة السياسية أو الاقتصادية فدولٌ ستصعدُ وأخرى ستتوارى وثالثة ستنضم إلى أخواتها لتضمن البقاء ولا استثناء لأحد، فقد ولى زمن الاستثناء.
كما أسقطت “كورونا”مزاعم السيطرة على الفضاء والأرض والبحار والنووي والمعلوم وغير المعلوم، وما إلى ذلك من الموبقات التي ألفناها ورددناها واعتقدنا صحتها.
ويتابع المؤلف : ها هي “كورنا” أضعف المخلوقات وليست كائناً حياً- أقل من الخلية ولا تُرى بالعين المجردة- أعربتْ عن وجودها فاختفى كل شيء، فلا نووي ولا ذري ولا أنا ولا أنت.. فالكل فقد وعيه وأصابه الشلل.
ويتناول المؤلف في روايته الثانية “ صرخة 2020 ، أحداث العالم عبر 10 محطات أيضا شملت : لحظة حساب، والجائحة القادمة، ولماذا تم الإغلاق، والصرخة الأخيرة، وتغير التسلية إلى حياة، وانفجار بيروت، والصدمة والتحول، والانتخابات الأمريكية، والفرضيات الضائعة، وشهادة على واقع الإعلام.
ويقول الكاتب :” إن العام 2020، تعانقت فصوله بأيامه، واختلط ليله بنهاره، وتزاوج فرحه بألمه، فسطر العذاب، وغيب السكينة، ووهب الفزع، ولم ينمو طبيعياً فأعمى الأبصار بالإبهار، وفقدنا معرفة الليل من النهار، وصار اليوم كالساعة، والشهر كالليلة، والعام هو الزمن كله.. ماضيه وحاضره ومستقبله”.
وأضاف : إنها حال لم تكتبها أنامل خيال، ولكنه واقع تجاوز المحال ولم يخطر ببال.. إنه المولود الذي تحدد عمره ويومه وساعته، كما تحدد موعد رحيله، لكننا لا ندرى ماذا يبقي في رحلته قبل أن يغادرنا؟.. إنه العام 2020 .
وتساءل الكاتب : هل فهمنا صراخ 2020؟! .. وهل وعينا رسالته، أم مانزال نفقه الأشياء على رغباتنا ؟!!.. فهل يصرخ القاتل وهل نستمع له، وهل ننصت ؟ .
وأضاف : ألم نصرخ من العام 2020، ؟! ونحن الذين نسارع في القتل لبعضنا البعض .. ألم نتألم ونرتعد من الفيروس “كورونا”، ونحن الذين صنعنا آلات التدمير وفيروسات الإهلاك ؟ .
وقال الكاتب الصحفي بسام عبد السميع :”إنها مفارقة عجيبة أن يصرخ القاتل فمن يفسر الواقع من مفسري الأحلام والمنام، فقد توفرت الصور والإشارات والدلالات والضحايا والإصابات”!!.
وأوضح أنه مع انقضاء 75 % من رحلته المقررة سلفاً وعودة حركته المتسارعة لورقته الرابحة “كورونا” نسير بين الرجاء والخوف، وبين الانكماش والاندفاع، لترتسم على شفاهنا حروف العبارات التي تسكن القلوب في مشهد يشابه لحظات الغروب مرددين : هل سيستكمل 2020 عجائبه فيصحب معه الوباء لنودعه سعداء رغم إيلامه لنا جميعاً أم سيلتزم طبيعة متغيراته وتناقضاته في رسالة لنا بضرورة الالتزام، أم سيستمر على حاله غير المعلوم وغير المتوقع؟ .
ولفت الكاتب الصحفي بسام عبد السميع إلى أنه رغم محدودية أجل العام 2020، إلا أن أحداثه جعلته حالة خاصة في تاريخ الأزمان والأعوام، فصارت كل لحظة فترة زمنية كاملة، وجاءت أيامه مدوية وسريعة فأصابت الجميع بالشلل التام، وكأنه العاصفة، التي تحدث أمواجاً تحقق فيضاناً من الموت وهديراً من الألم، لنرقب العاصفة التالية بعد هدوء مخيف.
وأصدر الصحفي بسام عبد السميع خلال العام الجاري ستة كتب في مقدمتها : “رسالة النيل إلى السيسي”، والذي تناول قضية سد النهضة ومشروع المؤامرة على مصر عبر حجز مياه النيل، وأن الخيار الوحيد للتعامل مع هذه الأزمة هو إنهاء وجود السد ومنع إنشاء أية سدود على مجرى النيل .
واستكمل استعراض المؤامرة على مصر عبر كتابه الثاني الصادر بعنوان “أوقفوا هذا الرجل – شفرة المؤامرة على مصر”، والذي تناول فيه دور منظمات المجتمع المدني في صناعة الفوضى، وأدوار ومهام الدول المشاركة في مخطط التآمر على مصر، وكذلك رحيل عمر البشير، وتوقف انتقال الإخوان من تركيا إلى السودان .
كما قدم أول كتاب عن موسم”الحج الاستثنائي” للعام 2020، مستعرضاً جهود المملكة العربية السعودية في إقامة شعائر الحج رغم الجائحة “كورونا”.
كما أصدر كتابه الثاني من السير الذاتية بعنوان “رحلتي مع النووي”، والذي تناول فيه تجربته الصحفيه لمدة 13 عاماً في ميدان الطاقة النووية السلمية عبر مشروع براكة أول مشروع عربي لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية السليمة .
وعمل الكاتب الصحفي بسام عبد السميع، رئيس تحرير لعدد من الصحف المصرية خلال الفترة من 1998 وحتى العام 2005 ، منها : صحيفة “المصير”، وصحيفة “حديث الأمة”، كما حاز الكاتب عدة جوائز صحفية منها : جائزة الإبداع الصحفي بدبي لعام 2006، وجائزة الصحافة العربية لعام 2017.