الرياض : سفر نيوز
أصدرت يو بي إس، المجموعة العالمية الرائدة في إدارة الثروات، اليوم تقريرها عن المكاتب العائلية العالمية لعام 2023، الذي استطلع آراء 230 مكتبًا عائليًا بمتوسط إجمالي صافي ثروة يبلغ 2.2 مليار دولار.
المكاتب العائلية تخطط لإجراء أكبر تحول في استراتيجية توزيع الأصول لعدة سنوات
في ظل الانعطافات المحتملة في أسعار الفائدة والتضخم والنمو الاقتصادي، يوضح التقرير الصادر لهذا العام أن المكاتب العائلية تخطط لأكبر تحول استراتيجي في توزيع الأصول لعدة سنوات، لافتًا إلى أنه بعد أن اقتربت أسعار الفائدة من الصفر ستكون الأفضلية للمحافظ المتوازنة التي تتميز بإدارة ناشطة.
التحول الأكبر الذي تخطط المكاتب العائلية لتحقيقه يتمثل بتأمين الدخل الثابت في الأسواق المتقدمة، إذ أنه بعد ثلاث سنوات من تراجع وتيرة إصدار السندات، يخطط أربعة من أصل عشرة مكاتب (38٪) لزيادة هذه النسبة خلال السنوات الخمس المقبلة. ويعد الدخل الثابت حاليًا المصدر الأكثر شيوعًا للتنويع حيث ينتقل أكثر من ثلث المكاتب العائلية (37٪) إلى السندات عالية الجودة وقصيرة الأجل من أجل حماية الثروة المحتملة والعائدات وزيادة رأس المال. ويعكس التعرض المتزايد للدخل الثابت في الوقت الحالي إعادة التخصيص العام لمزيج واسع من الأصول. وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، تتوقع المكاتب التي شملها الاستطلاع أن يتم التركيز بشكل أكبر على الأصول الخطرة، حيث يخطط 34٪ منها إلى زيادة الأسهم في الأسواق الناشئة، وذلك بعد وصول الدولار الأميركي إلى ذروته وإعادة فتح الاقتصاد الصيني.
ويظهر تقرير العام الماضي أنه لا يزال ثمة اتجاه قوي بين المكاتب العائلية لإدراج بدائل للمساعدة في تنويع المحفظة، ولكنها تعيد التركيز على مخصصاتها. وقد ارتفعت مخصصات صناديق التحوط من 4 إلى 7٪، في المقابل انخفضت مخصصات الأسهم الخاصة المباشرة من 13 إلى 9٪. وتخطط المكاتب العائلية أيضًا إلى خفض المخصصات العقارية في العام المقبل، ويعزا ذلك إلى زيادة المخصصات لصناديق الأسهم الخاصة والديون الخاصة والبنية التحتية.
بهذه المناسبة، قال جورج أثاناسوبولوس، رئيس قسم المكاتب العائلية والثروة المؤسسية والرئيس المشارك للأسواق العالمية في يو بي أس: “يأتي تقرير هذا العام في لحظة حاسمة، وبالتزامن مع نهاية حقبة أسعار الفائدة الاسمية المنخفضة أو السالبة والسيولة الوفيرة التي أعقبت الأزمة المالية العالمية. وفي خضم ذلك، تُظهر أبحاثنا أن المكاتب العائلية تجري تغييرات كبيرة لضمان النمو والنجاح. وفي حين أن السوق الحالية والاتجاهات الجيوسياسية تعزز التحول إلى الدخل الثابت السائل والقصير الأجل، لا تزال 66٪ من المكاتب العائلية تعتقد أن الأصول غير السائلة تعزز العوائد على المدى الطويل، لذا تتطلع إلى زيادة مخصصاتها لصناديق التحوط وصناديق الأسهم الخاصة والديون الخاصة بهدف تنويع مخصصاتها في الأسواق الخاصة”.
الفرص الماثلة في مجموعة كاملة من البدائل
وتكتسب الإدارة النشطة الأفضلية، حيث يركز 35 ٪ من المكاتب العائلية على اختيار مدير الاستثمار والإدارة الناشطة لتعزيز التنويع. وتثق المكاتب العائلية بقدرة صناديق التحوط على تحقيق عوائد استثمارية، حيث تعمل السياسة النقدية على تقليص السيولة المالية الزائدة واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الكلي. ويعتقد نحو ثلاثة أرباع المكاتب (73٪) أن صناديق التحوط ستحقق الأهداف المرجوة من أدائها أو ستتجاوزها خلال الاثني عشر شهرًا القادمة.
بشكل عام، يخطط 41٪ من المكاتب لزيادة الاستثمارات المباشرة في الأسهم الخاصة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفي حين ستنخفض تلك الاستثمارات في عام 2023، سيتم في المقابل زيادة المخصصات لصناديق الأسهم الخاصة والديون الخاصة والبنية التحتية. وتفضل المكاتب العائلية التي لديها استثمارات في الأسهم الخاصة الاستثمار باستخدام الأموال (56٪) والتنويع ودخول الأسواق التي لا تمتلك فيها خبرة داخلية.
بالنظر إلى الاثني عشر شهرًا القادمة، تأمل المكاتب العائلية بالحصول على فرص قيّمة، حيث يخطط 45٪ من المكاتب التي لديها استثمارات في الأسهم الخاصة إلى زيادة مخصصات محافظهم في أسواق الأسهم الخاصة والثانوية، ويتوقع أن يضطر بعض المستثمرين المؤسسيين إلى إعادة التوازن لمحافظهم في أعقاب التراجع في الأسواق العامة ومع استمرار صعوبة تحقيق التخارج من خلال الاكتتابات العامة.
وتخطط المكاتب العائلية بحذر لخفض مخصصاتها العقارية في عام 2023، ولكن على مدار السنوات الخمس المقبلة، يتوقع ثلثها (33٪) الانتقال إلى تخصيصات أعلى، بحيث يتناسب ذلك مع أسعار الفائدة التي ظلت مرتفعة في عام 2023 ومع الليونة في أسعار العقارات قبل أن يبدأ المال السهل والتقييمات المنخفضة في دعم فئة الأصول مرة أخرى.
المخاوف الجيوسياسية تشكل القلق الرئيسي في ظل تحول تفضيلات الاستثمار الإقليمي
بشكل عام، كانت المكاتب العائلية حذرة بشأن الأسواق الحالية في ظل توقعات النمو غير المؤكدة في الاقتصادات المتقدمة وشروط الإقراض المتشددة وتزايد التوترات الجيوسياسية. وقد اعتبرت المخاوف الجيوسياسية مصدر القلق الأكبر للمكاتب العائلية على مستوى العالم يليها الركود والتضخم.
تعمل مكاتب العائلات أيضًا على زيادة مخصصاتها في المناطق التي كانت أقل تفضيلًا في الماضي، وفي حين يتركز نحو نصف أصولها في أميركا الشمالية، يخطط أكثر من ربعها لزيادة المخصصات في أوروبا الغربية على مدى السنوات الخمس المقبلة ويعتزم ثلثها تقريبًا زيادة وتوسيع مخصصاتهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأوسع.