بيئة الشارقة تطلق مشروعاً لاستزراع الشعاب المرجانية في محمية جزيرة صير بونعير
أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، مشروع استزراع الشعاب المرجانية في محميه جزيرة صير بونعير، وذلك ضمن مبادراتها الهادفة للتوعية بالبيئة البحرية و الساحلية، والتصدي لظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، التي تحدث بسبب تغيرات في الظروف البيئية كارتفاع درجة حرارة مياه البحر، مما يؤدي إلى نفوق الطحالب الملونة الموجودة داخل أنسجة الشعاب المرجانية إلى تحول الشعاب المرجانية للون الأبيض.يتضمن مشروع الاستزراع تركيب عدد من الأقفاص شبه الثابتة مدعمة بالعديد من الأحبال، ويتم بعدها إدراج أجزاء الشعاب المرجانية على مسافات من 5 إلى 10 سم عن طريق إلتواء الحبل مؤقتاً، مع تحريك الأجزاء في الفتحات والسماح للالتواءات بتثبيتها مرة أخرى.وأشارت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس البيئة والمحميات الطبيعية إلى أن الهيئة بذلت الكثير من الجهود الضخمة في مجال الحفاظ على الشعاب المرجانية و التصدي لظاهرة الابيضاض، التي كان لها تأثير سلبي كبير على الكائنات الحية البحرية على مستوى العالم في العامين 2016 و2017، الذي جاد نتيجة تغير المناخ بصفة رئيسية، الذي تعتبره الجهات العلمية البيئية المهدد الأكبر للشعاب المرجانية في وقتنا الحالي ومستقبلا.
وأوضحت سعادة هنا السويدي بأن الهيئة تهدف من خلال مشروع الاستزراع بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، إلى الحفاظ على القيم البيئية والاجتماعية والاقتصادية المهمة للشعاب المرجانية في جزيرة صير بونعير، وذلك من خلال تطوير مزرعة كبيرة متخصصة، ورصد معدلات البقاء والنمو، ونقل مستعمراتها بعد نموها إلى المواقع المتدهورة لزيادة الغطاء الحيوي المرجاني.
يتم اختيار النوع النادر أو المهدد بالانقراض للاستخدام في الحضانات، إذ تسمح الأخيرة بتربية و إنتاج أعداد مهولة من مستعمرات الشعاب المرجانية للتثبيت في المناطق المتدهورة، ثم يتم مراقبة معدل نجاح نموها على فترات متعاقبة، حيث أن صيانة الاقفاص تجري على النحو المطلوب من قبل عدد من المتخصصين والمدربين على الرصد العلمي الدقيق.
وتتضمن النتائج المتوقعة من المشروع الوصول إلى معدل الإبقاء 94% من الشعاب المستزرعة، والتوسع في الاستزراع ليشمل 40 نوعاً من الشعاب المرجانية الأخرى الموجودة بالجزيرة مع التركيز على تلك النادرة المدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وبدء تثبيت المرجان لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة.
الجدير بالذكر أن جزيرة صير بونعير تعتبر واحدة من أهم المحميات الطبيعية على مستوى العالم، نظراً لتنوعها الحيوي المتميز، وهي محط لأنظار المؤسسات العليا المتخصصة بالشأن البيئي، إذ تم إدراج اسمها في الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة “رامسار”، كما أدرجت في قائمة اليونيسكو التمهيدية لمواقع التراث العالمي، لما تتسم به من أهمية سياحية وبيئية وطبيعية.
التعليقات مغلقة.