أبوظبي: سفر نيوز
نظّمت أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش أولى جلساتها الحوارية لقيادات نسائية تحت عنوان: “كيف تعيد النساء تعريف القيادة في قطاع الضيافة”، وذلك بإدارة جورجيت دايفي، المديرة العامة للأكاديمية، وتقديم أمل حرب، مستشارة التسويق ونائبة رئيس مجلس التسويق الاستشاري في اتش اس ام ايه آي (HSMAI).
وجمعت الجلسة عددًا من القيادات النسائية البارزة لمشاركة رحلاتهن المهنية، والتحديات التي واجهنها، ورؤيتهن لمستقبل القطاع. ورغم أن النساء يشكّلن الأغلبية في قطاع الضيافة عالميًا، فإن تمثيلهن في المناصب التنفيذية العليا لا يتجاوز 7%، بالإضافة إلى فجوة في الأجور تُقدّر بحوالي 15% مقارنة بالرجال في المناصب ذاتها. أما في الإمارات، فقد شهدت مشاركة المرأة في سوق العمل تقدمًا لتصل إلى 34.6%، غير أن طريقها نحو القيادة لا يزال بحاجة إلى جهود مضاعفة، وهو ما سعت الجلسة لتسليط الضوء عليه.
قيادات نسائية تروي تجاربها: المرأة تصنع الفارق بثقافتها وأصالتها
كشفت شيخة الكعبي، الرئيسة التنفيذية لفندق إرث أبوظبي، أن نحو 20% من إجمالي 3,900 موظف في مؤسستها هم من النساء، مشيرة إلى الدور المتنامي للقيادات النسائية في صياغة تجارب ضيافة متجذّرة في الثقافة الإماراتية، وقالت
“هذه البلاد هي ثقافتنا، ودمجها كجزء من أصالتنا في الضيافة المعاصرة هو ما يصنع التجربة التي نقدمها لضيوفنا، ويؤثر في كيفية إيصال رسالتنا وقصتنا. كنساء، تمكّننا المرونة والتعاطف من إيصال هذه الرسائل للضيوف بأصالة. لقد شهدت بنفسي كيف يتذكر الناس التجارب المميزة، وهذا ما يجب أن نقدمه، وفي فندق إرث أبوظبي نمكّنهم من معايشة الثقافة وكرم الضيافة الإماراتية بشكل حقيقي.”
ومن جانبها جورجيت دايفي، مديرة أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش، فتطرّقت إلى التقدّم الحاصل في تعزيز تكافؤ الفرص، ودور المؤسسات التعليمية في سد الفجوة القيادية للمرأة في قطاع الضيافة، وقالت:
“قبل عقود، كانت الطالبات في مجال الضيافة يتساءلن إن كنّ قادرات على الوصول إلى مناصب مثل المدير العام. اليوم، لم يعد ذلك مطروحًا. على المؤسسات التعليمية تصميم برامج لدفع عجلة التقدّم، والتفكير في برامج إرشاد وقيادة تستعين بالقيادات النسائية الحالية لتوجيه الجيل القادم.”
وفي السياق ذاته، شددت فابيين ماثيس، مديرة قطاع الضيافة في الإمارات لدى جيتكس (Jetex) على دور المؤسسات الأكاديمية في “ترسيخ قيم الشمولية، والابتكار، والمرونة في الجيل الجديد من القادة، قائلة:
الأمر لا يقتصر على المهارات داخل الفصل الدراسي؛ بل يجب تطوير مجموعة مهارات متعددة وصقل المهارات الشخصية. في جيتكس نتعامل مع كبار الشخصيات والمشاهير ممن يتوقعون أعلى مستويات الخدمة ، وهنا تتميّز النساء. لدينا قيادات نسائية مميزة ضمن فريق يشكّل النساء فيه نحو 39% من القوى العاملة. كما قمنا بتوظيف سائقات، في مجال يهيمن عليه الذكور عادة.”
من جانبها، ألقت أمل صلاح الباروت، مديرة المبيعات الأولى في “ميرال ديستينشنز” (Miral Destinations)، الضوء على التحديات في قيادة الفرق التجارية، وقالت: “مجال المبيعات من المجالات الصعبة، وغالبًا ما يُقلل من شأن النساء فيها، ويُنظر إليهن على أنهن مجرد حاملي حقائب دون قيمة مضافة. لكن بيع التجارب والذكريات، خصوصًا عند الترويج لوجهة سياحية، ليس بالأمر السهل. المرأة تضيف لمسة مختلفة لهذا الدور: رغم أن العديد من مرشديّ كانوا رجالًا، فإنني طوّرت منهجي الخاص بإضافة لمسة المرأة. في الاستراتيجيات التجارية، تنظر المرأة دائمًا إلى ما يريده العميل وما يحتاجه فعليًا، وتبني علاقات مبنية على العاطفة. كقائدات مبيعات، نحول هذه العلاقات إلى ذكريات باقية، وهذا هو جوهر صناعتنا.”
وذكرت ان بناء الثقة وتنمية المهارات هو مفتاح التمكين سلّطت الجلسة الضوء على أهمية بناء الثقة، بحيث تشعر النساء بأن أمامهن مسارات مهنية واضحة وفرص للتقدّم.
وأوضحت جورجيت دايفي قائلة “هذا التوجه ينعكس في الأكاديمية من خلال دمج هوية الضيافة الإماراتية في المناهج والتجارب العملية ونُعزز هذه القيم في نهجنا التعليمي لتشكيل أسلوب القيادة لدى طلابنا وإعدادهم لتمثيل هذه القيم عالميًا خلال تدريباتهم المهنية وفي مساراتهم الوظيفية. كما أن هيكل مجتمعنا يعكس هذا الالتزام: تشكّل النساء 60% من الطلبة و62.5% من الموظفين، وأكثر من 55% منهن في مناصب قيادية. تلعب المؤسسات التعليمية دورًا أساسيًا في تطوير البرامج التي لا تركز فقط على المهارات الأساسية للضيافة، بل أيضًا على القيادة، وحل المشكلات، وفنون الإلقاء، وآداب الاجتماعات.”
محاور الجلسة الأساسية
برزت خلال الجلسة عدة محاور مهمة، من أبرزها:
دور التعليم والإرشاد في سد الفجوة القيادية و أهمية بناء الثقة وتطوير المهارات لتمكين القيادات النسائية المستقبلية و الصفات الفريدة التي تجلبها المرأة إلى القيادة في قطاع الضيافة، مثل المرونة، والتعاطف، والأصالة الثقافية و مواجهة العوائق الهيكلية والثقافية التي لا تزال قائمة أمام المرأة.
تمثل هذه الجلسة خطوة مفصلية ضمن سلسلة من المبادرات التي تطلقها أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش، بهدف تعزيز المساواة بين الجنسين في القيادة. ومن خلال دعم الإرشاد، والشمولية، والابتكار، تسعى الأكاديمية إلى إعداد الجيل القادم من القيادات النسائية اللاتي سيشكّلن مستقبل قطاع الضيافة في الإمارات وخارجها.