في حلقة جديدة من برنامج “يلا نحكي”، استقبلت الإعلامية جومانة بو عيد الممثل القدير نقولا دانيال في لقاء مميّز جمع بين الشفافية والعمق، حيث قدّم دانيال رؤية فنية وإنسانية حول مسيرته وتجربته في الدراما والمسرح.
تحدّث دانيال عن مسلسل “سلمى” باعتباره عملاً يسلّط الضوء على شريحة مهمَّشة من المجتمع، مشيراً إلى أنّ شخصياته مكتوبة بصدق وتنتمي فعلاً لواقع الناس. وأوضح أنّ التزامه في تجسيد أدواره ينبع من احترامه للنص منذ اللحظة الأولى لقراءته، وأن الصدق في الأداء يشكّل أساساً ثابتاً في مقاربته التمثيلية.
و عند توجيه جومانا سؤالا عن الانتقادات التي طالت المسلسل من حيث اداء البعض بمبالغة ، اجاب دانيال و شدّد على أهمية ضبط المشاعر في التمثيل والابتعاد عن المبالغة، معتبراً أن الاقتصاد في التعبير هو أحد أهم أسرار قوّة الممثل، لأن الزيادة في الأداء لا تقلّ ضرراً عن النقصان.
وفي مقارنة العمل بالنسخة التركية، أشار إلى أنّ النسخة العربية اكتسبت نكهتها الخاصة بفضل حرارة الشخصيات وروحها الشرقية، مؤكداً أنّ النجاح يجب أن يُقاس بمنطق التجربة المحلية وتأثيرها. كما أوضح أنّ القسوة الظاهرة على أفيش “سلمى” كانت جزءاً من ملامح شخصية نديم، نافياً أي علاقة له باختيار الصورة المستخدمة في الحملة الترويجية.
وفي سياق الحديث عن مسيرته، استعاد دانيال محطات أساسية، منها أنّ مونولوغاً واحداً شكّل نقطة تحول في حياته وأدى إلى سفره إلى أوروبا بمنحة، مشدداً على أنّ مسيرته خالية من النرجسية والتقليد، وأن لكل ممثل بصمته الخاصة. وأكد أن المسرح يبقى المدرسة الأساسية لأي ممثل، وأن التفاعل الحي مع الجمهور هو جوهر المهنة. كما وصف المسرح بأنه مصدر متعته الكبرى، وفضاء يمدّه بالحياة والطاقة.
وتناول أيضاً تجاربه الدرامية، مؤكداً أنّه نجح في العمل مع مختلف المخرجين، وأن تجربته في “الهيبة” لم تكن مريحة بسبب ضيق مساحة الدور، لكنه لم يسعَ يوماً إلى طلب توسيع دوره أو تغيير حجمه. ورأى أن تقدّم الممثل في العمر لا ينتقص من حضوره، بل يعزّز قيمته وخبرته، مستغرباً التوجّه الذي يستبعد كبار السن عن الأدوار رغم تأثيرهم العميق.
أما على الصعيد المهني، فأوضح أنّه لا يحمل أي خصومة مع أحد، وأن أخلاقه المهنية تشكّل مرجعيته في العمل. واعتبر أن من يحاول إيذاءه يُترك لنتائج أفعاله من دون أي تدخل منه، لأن الحقائق تظهر وحدها.
وفي تقييمه لعدد من زملائه، أثنى على اجتهاد مرام علي، واعتبر ستيفاني عطالله وجهاً واعداً، وأشاد بتجربته مع سيرين عبدالنور. وأوضح أنّ لقاءاته بـ نادين نجيم في “صالون زهرة” كانت قليلة بحكم طبيعة العمل. كما نوّه بأداء دانييلا رحمة، معتبراً إيّاها ممثلة جيدة. و عن ايميه صياح انها ممثلة نجحت جدا من اولى ادوارها ، أما عن ماغي بو غصن، فأكد أنّ شهادته بها “مجروحة” نظراً لجدّيتها وحضورها الإيجابي الذي ينشر الفرح في موقع التصوير.
و خص كارين رزقالله باعجابه الكبير بنصوصها التي قدمتها له في قلبي دق و انتي مين .

