أكثر من 4 عقود، شكّلت خلالها الندوة منصةً رائدةً لقضايا الاقتصاد الإسلامي
المملكة العربية السعودية – المدينة المنورة | سفر نيوز
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة
أعمال الدورة الخامسة والأربعين لندوة البركة للاقتصاد الإسلامي تحت شعار: (المصرفية الإسلامية في خمسين عامًا: إنجازات الماضي وآمال المستقبل)، بمشاركة نخبة من أصحاب المعالي، وقادة الفكر المالي، والخبراء، وممثلي مؤسسات دولية من أكثر من 15 دولة، في تجمُّع فكري واقتصادي يُعد الأكبر من نوعه في المنطقة. وتُعقد ندوة هذا العام باستضافة جامعة الأمير مقرن – مبنى الطالبات، كشريك مضيف، فيما تُواصل مجموعة البركة دورها كشريك عالمي للندوة منذ انطلاقتها الأولى، تأكيدًا على التزامها الراسخ بدعم مسيرة الاقتصاد الإسلامي وتعزيز حواراته الفكرية والتنموية.
ومن أبرز المشاركين، معالي الأستاذ الدكتور سعد الشثري، المستشار بالديوان الملكي السعودي وعضو هيئة كبار العلماء – المملكة العربية السعودية، صاحب المعالي فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي – المملكة العربية السعودية، سماحة الشيخ/ محمد تقي العثماني، رئيس مركز الاقتصاد الإسلامي، باكستان، رئیس جامعة دار العلوم كراتشي، باكستان، رئيس المجلس الشرعي، هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية – البحرين، معالي تان سيري عبدالواحد بن عمر، رئيس مجلس الإدارة، بورصة ماليزيا – ماليزيا، سعادة الأستاذ بشار نواف الناطور، المدير العام، رئيس التمويل الإسلامي، وكالة فيتش للتصنيف الائتماني – الولايات المتحدة الأمريكية، معالي الدكتور سيدي ولد التاه، رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا – السودان، أ. د. محمد عزمي عمر، الرئيس والمدير التنفيذي، الجامعة الدولية للتعليم في المالية الإسلامية، ماليزيا، (إنسيف) – ماليزيا، سعادة د. حامد ميرة ، الرئيس التنفيذي، المركز السعودي للتحكيم التجاري – المملكة العربية السعودية، سعادة د. عمر حسيني، الأمين العام، مركز التحكيم التابع لمنظمة التعاون الإسلامي – تركيا، معالي أ. د. فياض عبدالمنعم حسانين، وزير المالية المصري الأسبق، وأستاذ الاقتصاد بكلية التجارة، جامعة الأزهر – مصر، سعادة أ. همام هاشم، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة، برنامج ضمان التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (كفالة) – المملكة العربية السعودية، أ.د. حبيب أحمد، أستاذ الاقتصاد الإسلامي والقانون ورئيس كرسي الشارقة بجامعة دوروهام – المملكة المتحدة.
وتتناول الندوة هذا العام، ستة مباحث رئيسة وأكثر من عشرين محورًا فرعيًا، تُناقَش على مدى يومين، وتهدف إلى رصد إسهامات المصرفية الإسلامية في النهوض بالفكر الاقتصادي الإسلامي، واستعراض منجزاتها في دعم التنمية، وتعزيز العدالة والاستدامة، إلى جانب استشراف مستقبلها في ضوء التحديات العالمية المتغيّرة، وذلك استمرارًا لنهج الشيخ صالح عبد الله كامل -رحمه الله-؛ الذي أسّس هذه الندوة بوصفها منصةً عالميةً للحوار البنّاء وتطوير الاقتصاد الإسلامي.
تتناول الجلسات العلمية للندوة حزمة من المحاور الرئيسية التي ترصد تجارب التأسيس المبكر، وتُحلل واقع الصناعة المصرفية الإسلامية في مختلف النظم الاقتصادية، كما تناقش التحولات التنظيمية والتقنية، ومستقبل المصارف الإسلامية في بيئة عالمية متسارعة التغيير، وتُخصص الندوة مسارات معمقة للحوكمة الشرعية، وتطوير آليات التمويل، واستراتيجيات التوسع من خلال النوافذ الإسلامية والاستحواذ، إضافة إلى إبراز الدور التنموي والاجتماعي؛ الذي تلعبه المصارف الإسلامية في دعم أهداف التنمية المستدامة.
وفي إطار الوفاء للذاكرة المؤسسية وتكريم الروّاد، تشهد الندوة تكريمًا لبعض الشخصيات والمؤسسات؛ التي أسهمت بشكل بارز في خدمة الاقتصاد الإسلامي، وتعزيز مفاهيمه على المستويين الفكري والتطبيقي.
وقد أكد رئيس مجلس أمناء منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، الأستاذ عبدالله صالح كامل، أن ندوة البركة شكّلت منذ انطلاقتها عام 1981، منصةً رائدةً للحوار البنّاء حول قضايا الاقتصاد الإسلامي، مشيرًا إلى أن مرور خمسين عامًا على انطلاق المصرفية الإسلامية يُعدّ محطةً مهمة للتأمُّل في منجزاتها، وتطوير مساراتها المستقبلية.
وأضاف: “نواصل هذا العام مسيرتنا في تعزيز مفاهيم الشمول المالي، وتحفيز الابتكار في الخدمات المالية الإسلامية بما يتوافق مع المقاصد الشرعية ويلبّي متطلبات العصر. وما تشهده الندوة من حضور نوعي ومشاركة نخبة من العلماء والخبراء والاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم، يؤكد مكانتها كمحفل عالمي مرموق لتبادل المعرفة والخبرات، وإبراز الدور المحوري للاقتصاد الإسلامي في دعم التنمية وتحقيق التوازن والاستقرار، نحو اقتصاد أكثر عدلًا وازدهارًا.”
من جهته، أوضح الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي الأستاذ يوسف خلاوي، أن الدورة الحالية تمثّل امتدادًا لمسيرة علمية امتدت لنصف قرن، كانت خلالها الندوة رافدًا معرفيًا مهمًا في تطوير الفكر الاقتصادي وتعزيز دوره في بناء منظومات مالية تحقق العدالة والاستدامة.
وقال: “إيمانًا منا بأهمية المصرفية الإسلامية في دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق مقاصدها، جاءت هذه الدورة بعنوان (المصرفية الإسلامية في خمسين عامًا: إنجازات الماضي وآمال المستقبل)؛ حيث نسعى من خلالها إلى إبراز تطور هذا القطاع واستشراف مستقبله عبر استكتاب واستضافة نخبة من المتخصصين؛ الذين يسهمون بتقديم توصيات عملية تنبثق من المنظور الإسلامي، بما يعزز من مكانة الندوة كمحطة سنوية مرجعية للمختصين، ومنصة فكرية وعلمية رائدة على مستوى العالم الإسلامي”.
وتُعقد على هامش الندوة فعاليات مصاحبة يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025م الموافق 17 شوال 1446هـ، تتضمن ورشتي عمل متخصصتين، تناقش أبرز القضايا المستجدة في الصناعة المالية الإسلامية.
وتشهد الندوة توقيع عددٍ من اتفاقيات التعاون مع مؤسسات دولية؛ تعزيزًا لمكانة ندوة البركة كمنصة جامعة للمبادرات الفكرية في الاقتصاد الإسلامي.
كما سيتم خلال الندوة عرض فيديو توثيقي بعنوان: (لمحات من المصرفية الإسلامية: من النشأة إلى الواقع المُعاصر)، يوثِّق المسيرة التاريخية للتحول من الفكرة إلى التطبيق، ويُبرز دور الرواد والمؤسسات في تشكيل ملامح المصرفية الإسلامية الحديثة.
وتتضمّن هذه الدورة الإطلاق التجريبي لقاعدة بيانات صالح كامل للاقتصاد الإسلامي؛ وهي أحد المسارات الرئيسة لمنتدى البركة، وتهدف إلى أن تكون المصدر المعرفي العالمي الأهم لبيانات الاقتصاد الإسلامي. وتغطي القاعدة عددًا من المحاور مثل: المؤسسات، الأفراد، قرارات المجامع الشرعية، قطاع الحلال، وغيرها، بما يسهم في تعزيز قاعدة المعرفة بهذا المجال على المستوى العالمي.
كما تستضيف الندوة للمرة الثانية على التوالي، ضمن برنامج منحة استضافة شباب الباحثين، ثمانية من العقول الشابة من المجتمع الأكاديمي للاقتصاد الإسلامي. وتأتي هذه المبادرة في إطار حرص منتدى البركة على دعم البحث العلمي وبناء جيل جديد من المتخصصين، عبر توفير منصة تفاعلية للحوار، وتبادل المعرفة مع نخبة من العلماء والخبراء والممارسين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
ويتم خلال أعمال الندوة هذا العام، الإعلان عن موضوعات الترشُّح لجائزة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي؛ التي أُطلقت تخليدًا لإسهاماته الرائدة في خدمة الاقتصاد الإسلامي، وتشجيعًا للتميُّز البحثي والفكري في هذا المجال. وتهدف الجائزة إلى دعم الإنتاج العلمي المتخصص، وإبراز الطاقات الواعدة من المفكرين والباحثين في قضايا الاقتصاد والفقه المالي الإسلامي، بما يُسهم في تطوير المنظومة المعرفية وتعزيز الأثر العالمي للمصرفية الإسلامية.