لندن: سفر نيوز
وبطبيعة الحال، يُعتبر التصميم نقطة الانطلاق لتحقيق هذه المساعي. أما بالنسبة إلى مجموعة رايث كريبتوس الجديدة، فقد أدّى شغف أحد المصممين في علم التشفير إلى جعل سيارة رايث أشبه بلوحة بيضاء تنتظر تزيينها بتصميم معقد وبمنتهى السرية. تقتصر مجموعة رايث كريبتوس على 50 سيارة تتميز بمتاهة من الشيفرات المعقدة في واجهتها الآسرة.
وفي هذا الإطار، علّقت كاترين ليمان، وهي مصممة في فريق برنامج التصميم الحصري من رولز-رويس “بيسبوك” قائلةً: “يشتقّ اسم كريبتوس من مصطلحٍ إغريقي قديم يشير إلى الشيء الذي لا يُرى، الشيء المخفي والمشفّر والأسطوري إذا صحّ التعبير. يمكن تتبّع الشيفرات لآلاف السنين بحيث تأسر مخيلة بعض من ألمع العقول في العالم.
وباعتباري مصممة، لطالما أبهرتني إمكانية توصيل الرسائل التي تفهمها نخبةٌ قليلة من الناس باستخدام الرموز والمخططات المصورة والشيفرات. وبالتالي، يصبح العثور على المفتاح عنصراً أساسياً لإدراك المعنى الكامل لشيء يمكن اعتباره مجرّد عمل فني.”
تحمل مجموعة رايث كريبتوس في طيّاتها شيفرةً تتبلور في كافة أجزاء السيارة حرصاً على إرضاء العملاء وتسليتهم لينطلقوا في رحلةٍ عنوانها الغموض والاكتشاف. فبالنسبة إلى الأشخاص غير الملمّين بالرموز، تبدو هذه الشيفرات، في الظاهر على الأقل، كتصميمٍ رائع مُستخدم لأغراض جمالية بحتة ويخلو من أي نمط مميز. أما بالنسبة إلى أصحاب العيون الثاقبة والعقول المتّقدة، فسوف يخوضون غمار تجربة آسرة تفضي إلى استنتاج يفتح البصائر.
ومن جهته، علّق الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس موتور كارز تورستن مولر- أوتفوش قائلاً: “ها قد أبدع أعضاء برنامج “بيسبوك” مجدداً وتفوّقوا على أنفسهم، فقد ابتكرت أناملهم نسخة معاصرة تخطف الأنفاس من طراز رايث. تبدو مجموعة رايث كريبتوس للوهلة الأولى رديفاً للديناميكية. لكن إذا ما نظرنا عن كثب فسنرى سلسلة من الرسائل المخفية خلف شيفرة خاصة بدار رولز-رويس. وأنا أتطلع قُدماً إلى أن يفكّ أحد عملائنا الشيفرة!”
في الواقع، يُعتبر الرمز سرياً جداً لدرجة أنّ شخصين فقط من دار رولز-رويس في جودوود يعرفان التسلسل الكامل للشيفرة وهما المصممة والرئيس التنفيذي. وقد وُضعت الإجابة داخل مغلفٍ مختوم في خزنة الرئيس التنفيذي الكائنة في دار رولز-رويس في جودوود، غرب ساسكس. وإنّ العملاء مدعوّون لبذل قصارى جهدهم لفكّ الرمز عبر منطقة آمنة للغاية على تطبيق Whispers (ويسبرز) من دار رولز-رويس المخصص للأعضاء.
تبدأ رحلة علم التشفير مع مجسم روح السعادة الذي لطالما زيّن سيارات رولز-رويس على مدى أكثر من قرن. يستهلّ نقش بالمينا الخضراء شيفرةَ دار رولز-رويس على قاعدة المجسم الذي يشوبه الغموض. ثمّ تجتذب التفاصيل في ممتصّ الصدمات التي أعيد تصميمها الانتباهَ إلى أسفل مقدمة السيارة، فتعدّل بذلك طابع رايث ووضعيتها بحيث تمنح هذه المجموعة هويتها الخاصة.
ومن جهتها، تلمّح الألوان الساحرة إلى الأسرار الدفينة التي تكتنفها هذه المجموعة من السيارات. يتألف اللون الرمادي الدلفي الذي يزيّن تصميم السيارة الخارجي من لون الأنتراسيت السادة الأساسي ويتميز بتأثير محجوب بحيث أنّ رقائق الميكا الزرقاء والخضراء لا تظهر سوى تحت أشعة الشمس. ويتعزز هذا التأثير بخطّ كوتشلاين مزدوج ومرسوم يدوياً، حيث تم رسم الجانب العلوي منه بلون أخضر كريبتوس الذي طُوّر حديثاً، فيما يقوم الجانب السفلي من الخط مقام ظلّ باللون الرمادي الداكن، ويعرض كلا اللونين تلميحاتٍ متعلقة بالرمز الداخلي. علاوة على ذلك، تتباهى المجموعة بعجلاتٍ مصقولة جزئياً تكمّل جمال التصميم الخارجي، فيما يتزين وسطها بلون رمادي أوربت يشمل خطاً ملوناً.
وفي الداخل، عندما يجتاز السائق العتبة المضيئة، تتبلور الشيفرة بصورة أوضح في السيارة. وإذا بالأنظار تقع مباشرة على الجلد ذا اللون الأخضر كريبتوس الحصري الذي تمّ تطويره ليعطي تأثيراً ميتاليكياً يتباين مع لون رمادي سيلبي أو الأنتراسيت. كما تَظهر بوضوح عناصرُ من الشيفرة مطرّزةً على مساند الرأس الخاصة بسيارة رايث والتي يعلوها شعار دار رولز-رويس RR، ولعلّها المفتاح الأكثر وضوحاً لفكّ الشيفرة. وبهدف تعزيز تجربة السائق، تنساب شاشة مبهرة عبر الواجهة المعدنية على امتداد التصميم الداخلي.
تتغنّى مجموعة سيارات رايث كريبتوس بإضاءتها التي تسحر ركّابها في مشهدية لا تضاهى، وتشمل بطانة سقف راقية ثنائية اللون تستعرض نمطاً مستوحى من مخطط تدفق البيانات.هذا وتتباهى المجموعة بجيوب أبواب مضيئة وبالجلد المنسوج الذي تتميز به سيارات رولز-رويس الفارهة فضلاً عن خيوط بلون أخضر كريبتوس حيث تظهر إضاءة آسرة وخافتة تخبو تدريجياً نحو قاعدة جيب الباب. كما يتمتع الكونسول الوسطي بدرزات متقنة تحاكي الخطوط الأفقية لجيوب الأبواب، والتي تجسّد بدورها تركيز هذه السيارة الحصرية على تعزيز تجربة السائق.
يسرّ دار رولز-رويس الكشف عن هذا الجيل الجديد من مجموعة السيارات الحصرية التي تطرح تحدياً مسلياً يحفّز العقل على الاستطراد والاستنباط فيما يوفّر متعة إضافية للسائق في الوقت نفسه. من سينجح في فكّ الشيفرة؟ وما العبرة التي سوف تكشفها؟ الوقت هو الحكم الوحيد. وهل سيكشف لنا الوقت ما نحن بحاجة إلى معرفته؟