مهرجان الديوالي ينير القلوب في «مجمع نظام الدين دارجاه».

0

 

بقلم الدكتور شجاعت علي قادري.

إن المناسبات الدينية تقرب الناس بغض النظر عن طائفتهم أو عقيدتهم. وهذه هي المرة التي يفرح فيها الناس ويحتفلون بهذه المناسبة معًا بدلاً من وجود اشتباكات في قلوبهم، متسامحين معهم. يصبح مرقد «حضرة نظام الدين أولياء» في دلهي مركزًا و بؤرة لمثل هذا المهرجان الروحي عشية يوم ديوالي، ليلًا ونهارًا.

زُين «مجمع نظام الدين دارجاه» بشكل جميل بقناديل ومصابيح الديوالي يوم الاثنين عندما تم شطف الهند بأكملها من الاحتفالات. و قام الناس القادمون من مناطق نائية بإشعال القناديل (دِيا) في كل ركن من أركان الدارجاه و دعوا من أجل السلام في البلاد.

وبحسب ناظم نظامي، رئيس المرقد، فإن الهندوس يأتون كل عام لإضاءة القناديل (أو ديا باللغة الهندية) وتوزيع الحلويات في الدارجاه بمناسبة عيد الأنوار المعروف محليًا باسم عيد تشراغان. وقال: “لقد أخذوا أيضًا بعض القناديل أو الشموع إلى منازلهم باعتبارها بركة من حضرة نظام الدين”.

تاريخ و روحية مهرجان الديوالي في الدارجاه.

يقول ناظم نظامي إن تاريخ الاحتفال بالديوالي في الدارجاه قديم قدم الدارجاه بنفسه. وقال “رغم أن الدارجاه لا ينظم الاحتفاليات بنفسه. يأتي الإخوة الهندوس بمحض إرادتهم، و يشعلون المصابيح ويوزعون الحلويات. ويساعدهم السكان المحليون ويشاركون في احتفالهم لأن هذه لفتة من القلب تهدف إلى نشر مشاعر الحب والأخوة. يسعون للحصول على بركات حضرة نظام الدين في هذه المناسبة ويضيئون مجمع الدارجاه بالكامل. تستحم كافة أطراف المجمع في الضوء في ديوالي. إنه مشهد جميل”.

وأضاف نظامي أن العديد من الهندوس يأخذون مصباحا أو مصباحين إلى بيوتهم لأنهم يعتقدون أن المصابيح ستزيد بركات القديس الصوفي نظام الدين أولياء في احتفالهم.

ويعتقد بعض الناس أن إضاءة القناديل في الدارجاه بدأت كدعوة للسلام وسط الحروب بين مختلف الملوك والزعماء المحليين خلال فترة القرون الوسطى.

سجل المؤرخ خواجا أحمد نظامي ذكرى احتفال ديوالي (جاشنيه تشراغان أو رَوشنيه زيست) في ملحمته على حياة حضرة نظام الدين.

قام أمير خسرو ، الشاعر الصوفي وتلميذ محبوب إلاهي خواجا نظام الدين أولياء، بتأليف عديد من القصائد باللغة الفارسية بالإضافة إلى لغة البراج احتفالاً بــ “رانج” مع محبوبته نظام الدين أولياء. وكانت قصيدة “روشنيه زيست” أو ضوء الحياة كما يدعي هنا في تثليثه (بيت من ثلاثة أسطر) في لغة بَهلَوي قريبًا من قلبه.

هو يكتب:

“زي آستین رنگِ زیست

زي آستین روشنیِ زیست

برملا می ازغاف جشنِ دورائی”

“مهرجان واحد يتحدث عن ألوان الحياة والآخر يحتوي على ضوء الحياة

وعليه، هذان المهرجانان عزيزان جدًا بالنسبة لي”.

وتتم إضاءة المصابيح على طول ممرات المرقد وحول متاجر الرداء (شادار) المسلم خلال مناسبة لاكشمي بوجان الهندوسي. و يمتلئ مجمع نظام الدين بأشخاص يرتدون ملابس ذات ألوان زاهية ليس فقط بمناسبة مهرجان لاكشمي بوجان ولكن أيضًا في عيد بهاي دوج الهندوسي والأيام الدينية الأخرى.

كما و يحتفل الدارجاه بطقوس روشني دعاء (صلاة النور) حيث تُغنى صلوات المساء بوجود المصابيح.

مشاعر المتعبدين من غير المسلمين

أخبر عديد من المصلين غير المسلمين الذين وصلوا إلى الدارجاه مع القناديل قبل يوم من إعلان مهرجان الديوالي لصحيفة «تايمز أوف إنديا» أنهم لا يريدون ذكر أسمائهم لأن حبهم لنظام الدين شخصي بالنسبة لهم. لكنهم أضافوا أن زيارة الدارجاه لا تتعلق بالدين. “يتعلق الأمر بالسلام الذي لا يجده المرء في كل مكان إلا هنا. و يمكن شعوره بالتجربة فقط – إنه شعور يفوق الوصف”. قال أحدهم.

ضريح الصوفي مركز الاحتفالية

يجتذب مكان استراحة القديس الصوفي الناس من مختلف الأديان. قال نظامي: “إنه ليس فقط خلال مهرجان ديوالي يأتي الناس من مختلف الأديان إلى هنا مع مشاعرهم الاحتفالية للتعبير عن حبهم لمحبوب إلاهي (محبوب الله) خواجة نظام الدين أولياء. بل و حتى خلال فترة باسانت، يتم عقد البرامج هنا لجذب الناس من مختلف الأديان”.

و قال نظامي “منذ أن أتى الصوفيون إلى الهند، قدّمنا للناس فقط أطعمة لانجار للجميع و حسن النية و التناغم الديني والاحتفالات المشتركة للجميع. وسوف نواصل القيام بذلك”.

(الكاتب قائد المجتمع و رئيس منظمة الطلاب المسلمين في الهند).

المترجم: نور الإسلام صادقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.