دور الضواحي السكنية في حل أزمات المرور

 

الرياض –  سفر نيوز

 

انتشر مصطلح الضواحي السكنية في القطاع العقاري بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهي مجموعة من الأحياء السكنية المفصولة والمعزولة عن محاور الحركة الرئيسية للمدينة. تكون هذه الأحياء مرتبطة ببعضها من خلال مدخل أو اثنين، وتقع في الغالب خارج المدينة أو على الأطراف، وتمتاز بانتشار المساحات الخضراء. 

اكتسبت الضواحي السكنية أهميتها ومكانتها المتزايدة في القطاع العقاري بفضل كونها تقدم حلًا سكنيًا متكامل الخدمات الترفيهية والتجارية والخدمية الضرورية. كما يُنظر إلى الضواحي السكنية باعتبارها الحل المثالي لأزمة السكن لكثير من مدن العالم المتطورة، ذلك لكونها تقدم الخدمات لقاطنيها مما يعطيهم الراحة النفسية والأمنية. كما تساهم الضواحي السكنية في مواجهة أزمات التضخم السكني الذي تعاني منه المدن الكبرى بسبب النمو السكاني وحركات الهجرة من القرى والمدن الصغيرة المحيطة بها.

 

احتواء الحركة المرورية

 

ومن أهم ما يميز الضواحي السكنية كأحد الحلول العقارية، هو تأثيرها الكبير على الازدحامات والمشاكل المروية. تلعب الضواحي السكنية دورًا كبيرًا في حل أزمات الازدحامات المرورية، عن طريق احتواء الحركة المرورية لأحياء الضاحية داخلها، ما يقلل خروج هذه الحركة إلى المدينة.

ويمكن القول إن فكرة الضواحي السكنية غيرت نوعية التركيز الحالي من الاستثمار العقاري، فهي فكرة تهتم بالبعد الإنساني. وبالمثل، ساهمت الضواحي في تغير النظرة إلى أهمية مراعاة مشكلات المرور عند التخطيط الهندسي.

تتبع الضواحي السكنية مواصفات قياسية في اختيار مواد تنفيذ مناسبة للطرق ولممرات المشاة تلائم البيئة الصحراوية وتستخدم أساليب تعكس الحرارة مع تظليلها. كما تتبع الضواحي عند تخطيطها القواعد التي تضمن حماية المشاة ولا تعرقل حركة المشاة، بالإضافة إلى الحرص على مواصفات قياسية عند إنشاء الطرق وتهتم بنوع الإنارة بطرق جذابة.

 

الوطنية للإسكان ومفهوم الضواحي

 

كانت NHC الوطنية للإسكان صاحبة السبق في إدخال مفهوم الضواحي السكنية إلى القطاع العقاري في المملكة العربية السعودية، واعتباره التوجه المستقبلي في القطاع. لاقت الفكرة كل الدعم من القيادة الرشيدة في المملكة، ضمن جهودها لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي تضع نسبة 70% هدفًا لتملك المواطنين للسكن.

ومن أبرز مشروعات الضواحي التابعة للوطنية للإسكان ضاحية “الجوان” بالعاصمة الرياض، التي تضاعفت مساحتها مرتين بعد توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بإضافة 20 مليون متر مربع إلى مساحتها لبناء 53 ألف وحدة سكنية إضافية ليصل إجمالي المساحة إلى 30 مليون متر مربع. وكذلك هناك ضاحية “الواجهة” التي تبلغ مساحتها أكثر من 9 ملايين متر مربع غرب الدمام في موقع استراتيجي في مدخل المدينة، بالإضافة إلى ضاحية “السديم” في خميس مشيط، جنوب المملكة. أما في مدينة جدة، فتوجد ضاحية “الميار” في الجنوب، وعلى مساحة مليوني متر مربع في الجزء الشمالي تقام ضاحية “الجوهرة”، بالإضافة إلى ضاحية “الدار” في المدينة المنورة.

غيرت الوطنية للإسكان، كرائد القطاع العقاري والمطور الوطني بالمملكة، وجه السكن بانتهاجها الضواحي السكنية واعتبارها الجيل التالي من مشاريع الأحياء السكنية. وانطلاقًا من دور الضواحي السكنية في حل الأزمات المرورية، راعت NHC الوطنية الفكرة مع أهداف برنامج جودة الحياة بما يجعل التجمع العمراني مكانًا صحيًا صديقًا للبيئة ويقدم لسكانه كافة سبل الاستمتاع بالمساحات الخضراء. 

ولم تغفل الضواحي السكنية الخاصة بالوطنية للإسكان العمل على تقليل استخدام السيارات وخفض نسب العوادم، عن طريق تقديم حلول للتنقل تساعد على تبني أساليب بيئية حديثة.

التعليقات مغلقة.