دبي: سفر نيوز
أشارت دراسة استقصائية أجرتها شركة فارنك الرائدة في قطاع خدمات إدارة المرافق والابتكار والاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن فنادق دبي فقدت فرصة توفير آلاف الدراهم فيما يتعلق باستهلاك الطاقة.
في هذا الإطار، أجرت فارنك دراسة سريعة عن معدلات استهلاك الطاقة والمياه وإدارة النفايات في 12 فندقاً في دبي من فئة الأربع والخمس نجوم، بالاعتماد على بيانات الطاقة الخاصة بالفنادق من خلال نظامها الإلكتروني المبتكر “هوتيل أوبتيمايزر”، الذي يعمل حالياً على مراقبة وتتبع أداء أكثر من 100 فندق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقياس معدلات استهلاك الطاقة والمياه وتوليد النفايات.
وقد تم عرض أبرز نتائج هذه الدراسة على عدد من الشخصيات المتخصصة في قطاع الضيافة، وذلك خلال ندوة افتراضية أقيمت مؤخراً بمشاركة كل من فارنك ومجلس الأعمال السويسري وشركة “إيرث ماترز” الاستشارية.
وكشفت الدراسة أن كل فندق من الفنادق في دبي ربما يكون قد فوت فرصة توفير 80 ألف درهم إماراتي على الأقل من تكاليف استهلاك الطاقة، وكذلك خفض انبعاثات الكربون بمقدار 74 طناً، وذلك خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس ومايو من هذا العام مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
في معرض تعليقه على هذه الدراسة، قال ماركوس أوبرلين الرئيس التنفيذي لشركة فارنك: “واجهت صناعة الفنادق تحديات كبيرة منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد، لاسيما في ظل توقف حركة الطيران وتأجيل معرض إكسبو 2020 دبي وانخفاض أسعار النفط، وبالتزامن مع فرض قيود التباعد الاجتماعي وانخفاض ثقة العملاء. في ضوء ذلك، بات من الضروري أن تبحث الفنادق عن تحقيق وفورات من خلال خفض التكاليف قدر الإمكان، والخطوة الأولى في هذا الإطار هي تحديد الفرص واستغلالها بالشكل الأمثل”.
خلال هذه الدراسة، وجدت فارنك أن متوسط الإشغال الفندقي في الفنادق الـ 12 التي شملتها الدراسة كان قد بلغ 73% من شهر مارس إلى مايو 2019، ونتيجة القيود المفروض بسبب جائحة كوفيد-19، فقد تراجعت نسب الإشغال بشكلٍ كبير لتصل إلى 25% فقط خلال الفترة ذاتها من هذا العام.
من جانبها تحدثت نادية إبراهيم مديرة الاستشارات في فارنك قائلةً: “بلغ معدل استهلاك الطاقة في تلك الفنادق التي شملتها الدراسة خلال فترة ثلاثة أشهر من العام الماضي 32,000 ميجاوات ساعة، في حين انخفض إلى 23,000 ميجاوات في الفترة ذاتها من العام الحالي. وفقاً للحسابات التي أجريناها، لو كانت هذه الفنادق قد وضعت استراتيجية فعالة لإدارة استهلاك الطاقة، لكان بإمكانها خفض استهلاكها إلى 19,000 ميجاوات، مما يعني توفير 4,000 ميجاوات أي بنحو 17.4% من معدل الاستهلاك.
وأضافت إبراهيم بالقول: “بلغة المال، يعادل هذا التوفير في استهلاك الطاقة نحو 1.45 مليون درهم إماراتي، وكان سيسهم في الوقت عينه في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 1,350 طناً. بعبارةٍ أخرى، كان من الممكن للفندق الذي يضم 300 غرفة أن يقلل من استهلاكه للطاقة بمقدار 22,000 كيلووات ساعة خلال أشهر مارس وأبريل ومايو، وبالتالي تحقيق وفورات على مستوى التكاليف بقيمة 80,000 درهم، مع خفض انبعاثات الكربون بنحو 74 طناً”.
باتباع أفضل الممارسات الدولية، تتضمن استراتيجية فارنك لإدارة استهلاك الطاقة كل من الإدارة الاستراتيجية لغرف الضيوف داخل الفنادق، وتحسين نظام التبريد والتهوية، وإجراء التعديلات بناءً على نسب الإشغال، وضبط مراوح العوادم.
على مستوى استهلاك المياه، أشار نظام “هوتيل أوبتيمايزر” إلى أن انخفاض الاستهلاك بنسبة 43% مرتبط بشكلٍ رئيسي بتراجع معدلات الإشغال في الفنادق. خلافاً لاستهلاك الطاقة، يرتبط استهلاك المياه بشكل مباشر بأنشطة الضيوف، والأرقام التي طرحها هذا النظام تدعم هذه النقطة.
وفيما يتعلق بتوليد النفايات، يتم احتسابها وفقاً للمعيار الدولي للفنادق بواقع أن كل ضيف يخلّف كيلو غرام واحد من النفايات في الليلة الواحدة. ومن تحليل بيانات النفايات التي أجراها “هوتيل أوبتيمايزر”، لوحظ أن الفنادق الـ 12 تمكنت من خفض نفاياتها بنسبة 45% من شهر يناير حتى مايو 2020.
ولكن على الرغم من ذلك، فقد بلغ متوسط توليد النفايات لكل ضيف في الليلة الواحدة خمسة كيلوغرامات، مما يعني أنه على الرغم من انخفاض معدلات الإشغال في الفنادق، إلا أن معدل توليد النفايات لديها لا يزال مرتفعاً، لذا يتوجب عليها إدارة هذا الأمر بكفاءة أكبر للتقليل منها، وهو ما سيساعدها على خفض التكاليف وتحقيق وفورات هي بأمس الحاجة إليها في الوقت الراهن.
وتابعت إبراهيم كلامها: “تتميز الفنادق في دبي بتحقيقها نجاح متواصل ونادراً ما تشهد انخفاض معدلات الإشغال لفتراتٍ طويلة. لذا فإن المتغيرات التي نشهدها اليوم والاستعداد للوضع الطبيعي الجديد يمثل تحدياً كبيراً لها. ومن المثير للاهتمام أن نذكر أن الفنادق الموجودة في مناطق أخرى من الشرق الأوسط والتي عادةً ما تشهد نسب إشغال منخفضة، قد تمكنت بالفعل من خفض التكاليف لديها بشكلٍ أفضل نسبياً من نظيراتها في دبي”.
وكان مقدم الندوة الافتراضية ماتيو بوفا، الذي يشغل منصب رئيس المجموعة البيئية في مجلس الأعمال السويسري، قد تطرق خلال هذه الندوة إلى بعض النقاط المهمة المرتبطة بالاستدامة والتحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 قائلاً:
“تشتهر الشركات السويسرية مثل فارنك بمبادراتها المتميزة في مجال الاستدامة، لاسيما من خلال استخدام التكنولوجيا المبتكرة. لقد خلقت جائحة كوفيد-19 الكثير من التحديات الاقتصادية على مستوى التجارة والصناعة والمجتمع بشكلٍ عام. إن رسالتنا الواضحة التي أردنا إيصالها إلى أصحاب القرار في الفنادق خلال هذه الندوة الافتراضية مفادها أن تطبيق أفضل الممارسات البيئية سيوفر لهم المال كما سيقلل من انبعاثات الكربون، وهو ما سيحقق لهم النجاح على كافة الأصعدة”.
وكان تانزيد علام المدير الإداري لشركة “إيرث ماترز” الاستشارية قد أدار هذه الندوة الافتراضية، حيث أكد فيها أن الاستدامة هي موضوع استراتيجي يتعين على الفنادق تطبيق أفضل الممارسات المتعلقة بها واتخاذ قرارات مهمة بخصوصها على مستوى مجلس الإدارة. مشدداً في الوقت ذاته أن الاستدامة باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقتٍ مضى نظراً للتحديات التي تفرضها جائحة كورونا، ذلك أن تطبيقها يساعد على تعزيز مكانة قطاع الضيافة بصفته أحد أبرز المساهمين في مواجهة ظاهرة التغير المناخي”.